} في وقت أعلنت الحكومة المقدونية أمس إحكام سيطرتها على مواقع مهمة كانت طوال الاسبوعين الأخيرين في ايدي المقاتلين الألبان، فإن المراقبين لم ينفوا حصول تقدم للقوات المقدونية في بعض المناطق، لكنهم أشاروا الى انه لا يزال بعيداً عن وصفه بالانتصار. تمكنت القوات المقدونية من دخول سيلتسي وقرى عدة اخرى على سفوح المرتفعات المواجهة لمدينة تيتوفو والتي كانت طيلة اسبوعين من المراكز القيادية للمقاتلين الألبان. واستخدمت القوات المقدونية اسحلتها الثقيلة كافة في عملياتها أمس. وواصلت قصفاً مكثفاً بقنابل مدفعية الدبابات وقذائف الهاون وبغطاء من نيران المروحيات العسكرية، ترافق مع زحف قوات خاصة نحو القرى. ولم تعط القوات المقدونية عدداً محدداً للخسائر التي لحقت بها جراء دخول هذه القرى، ووصفتها بأنها "طفيفة". وعلى رغم تقدم القوات المقدونية فإن المقاتلين الألبان واصلوا اطلاق قذائف الهاون ونيران الأسلحة الرشاشة عليها، من مواقع لهم في المرتفعات، ما جعل الاعتقاد يسود لدى المراقبين، بأن المعارك لم تنته، وأن القتال سيبقى دائراً. وأفادت مصادر وزارة الدفاع المقدونية، أن العمليات ضد "المتمردين" جرت بحسب الخطط الموضوعة لها، وان ما تم تحقيقه من نجاح "لا يزال ضمن المرحلة الأولى لعمليات القضاء على الحركة الألبانية المسلحة في مقدونيا". وعلمت "الحياة" من مصدر الباني مطلع في تيتوفو ان المقاتلين انسحبوا "بشكل عسكري منظم" الى الأماكن الحصينة الواقعة على المرتفعات، نظراً لمعرفتهم بجغرافية المنطقة وتمتعهم بالقدرة على التحرك السريع. وتوقع المصدر ان يقترب المقاتلون من القرى التي فقدوها خلال الليل، ويشكلوا مصدر ازعاج شديد للقوات الحكومية "التي ليس في مقدورها استعادة السيطرة على جميع الأراضي التي يتمركز فيها المقاتلون". ولم يستبعد المصدر ان يفتح المقاتلون جبهات جديدة "اذا لم تتفاوض الحكومة معهم مباشرة، وتستجيب للهدنة التي عرضوها من جانب واحد". ووصف رئيس "حزب الرفاه الألباني" ايمير اميري، في مؤتمر صحافي عقده في تيتوفو وحضرته "الحياة"، الوضع بأنه "يزداد صعوبة، بسبب لجوء السلطات الحكومية الى خيار القوة الذي ازاح المساعي السلمية لانهاء المشكلة". وأوضح ان كل الاتصالات التي اجراها السياسيون الألبان مع الحكومة "اخفقت، لكنها رفضت اقتصار حل المشكلة على سبيل التفاهم، ولجأت الى القوات المسلحة غير آبهة بما يؤدي اليه تصرفها من خسائر بالأرواح والممتلكات واقتصاد البلاد". وأشار الى ان الحكومة عملت على عرض القضية في المجال العالمي بعيداً عن حقيقتها "اذ قدمتها صراعاً مع الارهابيين، وليست ذات صفة مطالب لرفع الظلم وتصحيح الأوضاع". ويتوقع ان يكون وصل مساء أمس الى سكوبيا، كل من: منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون، في "مسعى حاسم" لوقف تدهور الأوضاع في مقدونيا ومنطقة البلقان، الناتج من القتال العنيف المتواصل بين المقاتلين الألبان والمسلحين الألبان".