سارع رئيس الحكومة ارييل شارون لدى وصوله إلى مطار تل أبيب مساء أمس عائداً من زيارته للولايات المتحدة إلى عقد اجتماع مع القائم بأعماله شمعون بيريز وقادة الأجهزة الأمنية المختلفة الذين أطلعوه على آخر المستجدات و"التصعيد الحاصل في العمليات الفلسطينية العدوانية". ورفض شارون الإجابة عن سؤال عن الرد الإسرائيلي العسكري المتوقع على هذا التصعيد. وعقد شارون مؤتمراً صحافياً في المطار قال فيه إنه اتفق والرئيس الأميركي جورج بوش على مبدأ عدم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين "تحت ضغط العنف والارهاب"، وان المفاوضات، في حال استئنافها، ستكون مباشرة وان الولاياتالمتحدة لن تفرض حلولاً على الأطراف. ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عن شارون ابلاغه الصحافيين الذين رافقوه إلى واشنطن انه لا يفكر أبداً باخلاء أية مستوطنة في قطاع غزة، وان مستوطنة "كفار دروم" التي اقيمت عام 1946 في قطاع غزة، "تصدت للهجوم العسكري المصري ومنعت تقدم الجيش المصري، واخلاؤها أو التنازل عنها مثله مثل التنازل عن بلدة كفار سابا داخل إسرائيل". أضافت الاذاعة نقلاً عن مقربين من شارون ان هذا لن يبادر إلى الرد العسكري الصارم هذا الشهر ليتجنب التصعيد عشية عقد القمة العربية في عمّان وذكرى "يوم الأرض"، "لكنه لن يتردد في انتهاج سياسة صارومة ضد منفذي العمليات العدائية ومن يقف وراءهم". وقال المقربون إن شارون اعطى تعليماته لأجهزة الأمن بضرب كبار رجال السلطة الفلسطينية الذين يثبت ضلوعهم في عمليات عدائية. وأضافوا ان "الرئيس الأميركي بوش نفسه لا يعارض إعدام المجرمين"! وكانت اذاعة الجيش الإسرائيلي بثت أمس ان الرئيس الأميركي جورج بوش والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لم يشاطرا شارون موقفه الداعي إلى وقف "أعمال العنف" من الجانب الفلسطيني شرطاً لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، إنما يدعوان إلى خفض وتيرة العنف وفي المقابل تخفيف الحصار الخانق للمدن والقرى الفلسطينية وتقديم تسهيلات اقتصادية لها خشية انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية. وأضافت الإذاعة ان الإدارة الأميركية أوضحت لشارون عدم ارتياحها من معارضته التعاون مع لجنة ميتشل الدولية ومن مواصلة البناء في جبل أبو غنيم ومعارضته تقديم أميركا دعماً عسكرياً لمصر التي تعتبرها الإدارة عنصراً مهماً في الائتلاف الذي يسعى بوش إلى تشكيله ضد العراق. وخلصت الاذاعة، في تقويمها لزيارة شارون إلى واشنطن، إلى أن المكسب الرئيسي الذي حققه هو إعادة اعتباره الشخصي. وفي حديث للإذاعة، قال شارون إنه اتفق والإدارة الأميركية على "ألا يفاجئ أحدنا الآخر"، وتجنب حصول تصعيد في المواجهات مع الفلسطينيين، و"تطابق موقفنا في عدم الاستسلام للارهاب والعنف وعدم استئناف المفاوضات تحت ضغط الارهاب"، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية السابقة اخفقت في تبني هذه السياسة. وقال شارون إن استمرار الانتفاضة الفلسطينية، أو "أعمال الارهاب"، حسب تعبيره، هو بسبب عدم اعطاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات تعليمات واضحة لأجهزة الأمن الخاضعة له بوقف العمليات، و"لكننا سنجد الحلول المناسبة، وإن احتاج الأمر وقتاً وصبراً وصموداً". ونفى شارون أن يكون طلب من أعضاء الكونغرس الأميركي وقف المساعدات العسكرية لمصر، وقال إنه أبدى موافقته على تقديم دعم اقتصادي أميركي لمصر "بصفتها أكبر دولة عربية ويعنينا تعزيز العلاقات معها، وكنت من المؤيدين للسلام معها وإن كنت ارغب ان يكون أكثر حرارة ودفئاً". وفي لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة، أعلن شارون أنه يرفض تحويل الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية ما دام أفراد الحرس الشخصي للرئيس عرفات يقومون بعمليات ضد إسرائيل "لأن من شأن هذه الأموال أن تصرف لدفع رواتب هؤلاء"!