جدد "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" في العراق رفضه عرض الإدارة الأميركية الحوار معه، كما رفض خطتها لإقامة جيب آمن للمعارضة في الجنوب. وأبدى تحفظات عن عمل "المؤتمر العراقي" المعارض، مذكراً بأنه لم ينسحب تماماً من عضويته، بل جمّد نشاطه فقط، ومؤكداً استمراره في مواجهة النظام في بغداد، بعيداً عن أي تطور محتمل للعلاقة بين طهران وجارتها. أكد هذه المواقف ل"الحياة" في طهران مصدر مطلع في "المجلس الأعلى" الذي يتزعمه محمد باقر الحكيم ويحظى بدعم إيران. وقال المصدر، مفضلاً عدم كشف هويته: "ليست هناك شروط للحوار مع واشنطن، لأن الحوار معها ليس مطروحاً أصلاً، بل ما يطرحه المجلس هو أن على المجتمع الدولي القيام بواجباته حيال الشعب العراقي الخاضع للقمع على يد النظام، ويتعرض للإساءة من التدخلات الأجنبية التي تحاول أن تعطي القضية العراقية بُعداً آخر غير البعد الوطني، وهذا ما يؤدي إلى الإضرار بسمعة المعارضة". ورفض الحديث عما دار في اللقاء الذي عقد في طهران أخيراً بين الدكتور أحمد الجلبي ووفد من قيادة "المجلس الأعلى"، نافياً علمه هل حمل الجلبي إلى المجلس أفكاراً أميركية جديدة أو خطة تفصيلية دقيقة، لكنه أضاف "ان الأخير تحدث عن جدية الأميركيين في اسقاط نظام صدام". وأوضح المصدر أن سبب رفض "المجلس الأعلى" مشروع خطة أميركية تستهدف إقامة جيب آمن في جنوبالعراق للمعارضة يعود إلى "أن الخطة قد لا تؤدي إلى إحداث عملية التغيير المطلوبة والقاضية باسقاط النظام، ولهذا فإن المجلس لا يفكر فيها، بل يدعو إلى منع النظام، عبر القرارات الدولية المعترف بها كالقرار 686، من استخدام المدفعية والأسلحة الثقيلة ضد الشعب والمعارضة". ومعلوم ان الجلبي لم يلتقِ رئيس المجلس السيد محمد باقر الحكيم، لأن الأخير كان يؤدي فريضة الحج. وعن آفاق العلاقة مع "المؤتمر العراقي" المعارض، قال المصدر: "إن المجلس لم يعلن انسحابه الرسمي من المؤتمر، لكن لديه ملاحظات حول طبيعة أداء هذا المؤتمر، ولهذا فإن وضع المجلس هو أشبه بتجميد العضوية ولم يدخل في الهيئة الرئاسية وترك مقعده خالياً، بسبب اعتراضاته على طريقة عمل المؤتمر، وهو يؤكد حرية قرار المعارضة وإبعادها عن كل التأثيرات الاقليمية والدولية". وعن تأثيرات التقارب المحتمل بين العراقوإيران في عمل المعارضة العراقية الإسلامية، قال: "إن عمل المعارضة الإسلامية والمجلس الأعلى والحالة العراقية كلها حالة شاملة عامة تتحرك داخل العراق، وليست المعارضة الموجودة في الخارج سوى صوت لتلك الحالة الجماهيرية. إن هذا الصوت قد تقل فاعليته أو يخبو، لكن حركة المعارضة في الداخل حركة مستمرة، كما أن للمجلس الأعلى وقادته وسائلهم الخاصة في ايصال صوتهم واستمرار حركتهم في الداخل. وأياً كانت الظروف فستبقى المعارضة فاعلة ونشطة. وهي لم تبلغ في السنوات العشر الماضية من انتهاء الحرب العراقية - الإيرانية، أي نوع من الشروط أو التوقف عن عملها المعارض، وذلك في إشارة إلى عدم ممارسة طهران ضغوطاً عليها.