وزير خارجية إيران كمال خرازي وصل إلى سورية ولبنان لمعرفة أجواء القمة العربية المقبلة حول مسألة الجزر الإماراتية المحتلة، ومحاولة التأثير على بعض العرب لتهميش هذه القضية، والمرور عليها في البيان الختامي للقمة في شكل عابر، كما جرت العادة. لكنه حين سئل عن ذلك أنكر، مدعياً أنه جاء "لقضية أساسية هي دعم الانتفاضة الفلسطينية"، ورافضاً "الخلط بين قضايا أساسية وقضايا بسيطة". موقف خرازي من قضية الجزر وادعاء أنها "قضية بسيطة" يتناقض مع التصريحات التي أطلقها وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني خلال المناورات الأخيرة التي أجرتها القوات الإيرانية في مياه الخليج العربي، وأعلن فيها أن الجزر الثلاث قضية استراتيجية بالنسبة إلى إيران، مؤكداً إصرار حكومته على "قطع يد" كل من يحاول أن يصل إليها... فضلاً عن أن الجزر الإماراتية الثلاث قضية احتلال أرض عربية بالقوة، ولا فرق بين احتلال الأراضي الإماراتية، والأراضي الفلسطينية. الاحتلال ملة واحدة، وإيران في هذا الموقف لا تختلف عن إسرائيل. إيران دولة محتلة، وحديث السياسيين الإيرانيين عن دعم الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي في ظل احتلال طهران الجزر خداع سياسي، وانتهازية مكشوفة حان وقت وضع حد لها. فالدعم الإيراني للفلسطينيين كان ولايزال مجرد شعار سياسي لصرف الأنظار عن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للبلاد العربية، وتسويغ أطماعها في الجزر الثلاث، والالتفاف على أي تحالف عربي ضد احتلالها أراض إماراتية. إن التدخل الإيراني المتعاظم في الشأن العربي تحت دعاوى التضامن الإسلامي تارة، ومحاربة العدو الصهيوني تارة أخرى، يجب ألا ينسينا أن إيران اعتدت على أرض عربية وطردت سكانها واحتلتها بالقوة، فضلاً عن أن الإنفاق الإيراني المتزايد على التسلح وزيادة نبرة التهديد والوعيد، وإعادة خطاب إيران زمن الشاه الذي يعتبر الخليج منطقة فارسية يجب أن تبقى السيادة فيها لإيران، كلها مؤشرات تتعارض مع الادعاءات التي تحاول طهران تسويقها في الشارع العربي بين فترة وأخرى، وتؤكد أن إيران لا تزال تفكر بعقلية عدوانية.