وصفت إيران البيان الختامي للقمة العربية في الدوحة ب «الاسلوب البالي والفاشل». واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ان تطرق البيان الختامي الى قضية الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها ايران «مزاعم واهية وتدخل سافر في شؤون إيران الداخلية». وعاود التأكيد ان الجزر الثلاث «كانت دوماً جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية طيلة التاريخ». إيران تعتبر ان إثارة قضية الجزر الاماراتية المحتلة هدفها حرف الرأي العام عن القضايا الرئيسية للعالم الإسلامي، بما في ذلك القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وحلفاء ايران في العالم العربي يشاركونها الرؤية، ويعتبرون ان الحديث عن التحدي الإيراني محاولة لصرف الاهتمام عن الخطر الحقيقي المتمثل بالاحتلال الاسرائيلي، والمشروع الاميركي في المنطقة. وفي المحصلة نجد ان الأطراف العربية الموالية لإيران تزايد على طهران، وتسعى الى تسويغ المشروع الايراني التوسعي بشعار استبدال الخطر، وهو الشعار الذي نجحت ايران في تكريسه في الخطابين السياسي والاعلامي في العالم العربي. الاحتلال ملة واحدة. والدول العربية التي تتصدى للمشروع الايراني لم تستبدل خطراً بآخر. والوقوف في وجه الاطماع الايرانية لم يكن يوماً بديلاً من قضية العربية المركزية. غير ان المشكلة هنا ليست مع ايران التي دأبت على التستر وراء شعارات دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لتغطية مشاكلها مع المجتمع الدولي وتمرير اطماعها في المنطقة. لكن المشكلة مع الدول والمنظمات والأحزاب العربية التي تدعي المقاومة والصمود والممانعة في حين انها ترهن القضية الفلسطينية، عبر الحروب المفتعلة والشعارات، لتبرير اطماع ايران. ومن يتأمل الدور الذي تلعبه هذه الدول والمنظمات والأحزاب يجد انها هي التي تمارس الاستبدال والتضليل، وتميز بين احتلال وآخر، وتغض الطرف عن احتلال ارض عربية من اجل ايران. وخلال الحرب على غزة انكشف القناع عن حجم الدعم الذي تجده ايران من هذه الاطراف على حساب الحقوق العربية والفلسطينية، وتبين للجميع ان عملاء ايران في المنطقة جعلوا القضية الفلسطينية وسيلة لحماية طهران، والتستر على التحدي الايراني. والخلاصة هي ان الحديث عن استبدال خطر بآخر، شعار ايراني حان وقت فضحه. كما ان مصطلح «ادارة الخلافات» شعار جديد هدفه التستر على المشروع الايراني الذي لا يقل خطراً عن المشروع الصهيوني.