تشكك الدوائر الاماراتية شبه الرسمية بنيات ايران تجاه التوصل الى حل مع دولة الامارات في شأن الجزر الاماراتية الثلاث التي احتلتها طهران بداية السبعينات، وبتحركات ايران في المنطقة لاقامة علاقات حسن جوار مع دولها. وحملت صحيفة "الاتحاد" الظبيانية شبه الرسمية على السياسة الايرانية التي سمتها "ديبلوماسية الزيارات" في وقت أجرت حديثاً مع وزير الدفاع الايراني علي شمخاني أعرب فيه عن تفاؤله بالتوصل الى نتيجة مقبولة مع دولة الامارات في شأن قضية الجزر الثلاث. ونقلت "الاتحاد" عن الوزير في حديث نشرته أمس ان الاتصالات واللقاءات المباشرة مهمة جداً لتقريب وجهات النظر والتوصل الى حلول عملية، وأضاف انه يشاهد "ضوءاً في نهاية النفق". ورأى مراقبون أن حديث شمخاني عن امكان التوصل الى اتفاق مع الامارات في شأن الجزر ورؤيته للضوء في نهاية النفق يدخلان في اطار "الغيبيات" ولا يستندان الى برنامج ورؤية واضحين يحددان الطريق الى تسوية القضية. وتؤكد الامارات ان تسوية قضية الجزر تستند الى اجراء مفاوضات مباشرة أو اللجوء الى التحكيم الدولي. وكانت اتفقت وطهران بعد زيارة وزير الخارجية الايراني كمال خرازي لأبو ظبي في 23 أيار مايو الماضي على استمرار الاتصالات والزيارات لحل المشاكل القائمة. لكن مسؤولاً في الخارجية الايرانية أكد ان "الجزر أرض ايرانية" لا يمكن التفاوض عليها. واعتبرت الامارات أن تصريحات المسؤول الايراني تجهض كل المحاولات والنيات المخلصة لايجاد حل سلمي لقضية الجزر. ورأت صحيفة "الاتحاد" في مقال يعتقد أنه يعبر عن رأي حكومة الامارات ان "ديبلوماسية الزيارات" التي تقوم بها طهران محاولة للخروج من عزلتها الخليجية والدولية والتنصل من مناقشة مسألة الجزر. واعتبرت انه على رغم الأهمية السياسية لوجود حكومة ايرانية معتدلة تحاول ايجاد أرضية مشتركة للتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن الأحداث التي مرت بها المنطقة وعدم تقديم ايران أية تنازلات في شأن القضايا العالقة، تؤكد ان الاعتدال المعلن لم يترجم الى سياسة خارجية ايرانية واقعية. وتساءلت الصحيفة عما فعلته حكومة الرئيس سيد محمد خاتمي منذ توليها السلطة، مؤكدة وجود اخفاقات خارجية وداخلية لا حصر لها مع الاستمرار في صراع مراكز القوى في ايران والذي قد يؤدي الى تقويض الاعتدال الايراني. وأشارت الى ان ظاهرة الاعتدال مسألة غامضة حيث لا يسيطر الرئيس الايراني على الأجهزة الأمنية والعسكرية. ورأت ان من المنطقي ان تكون هناك سياسة خليجية موحدة تجاه ايران تتفق عليها دول مجلس التعاون، ووضع استراتيجية واضحة تعرض على الحكومة الايرانية وتكون أساساً بعد موافقتها عليها للترحيب بزيارات مسؤولين ايرانيين وتصديق الاعتدال.