وزير الخارجية الإيراني طلب تمثيل منظمة المؤتمر الاسلامي في اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت السبت المقبل، فأوقع العرب في ورطة. كمال خرازي استند في طلبه الى اتفاق مبرم بين جامعة الدول العربية والمنظمة في شأن حضور الاجتماعات بصفة مراقب. عصمت عبدالمجيد قذف الانتهازية الايرانية الساخنة في مرمى وزراء الخارجية العرب واعطاهم مهلة الى اليوم "ليقرروا هل هناك اعتراض على اشتراك ايران كمراقب"، في الاجتماع الوزاري. ودولة الامارات هددت بعدم الحضور اذا شاركت ايران. من حق أبوظبي مقاطعة اجتماع بيروت اذا حضره خرازي، فموافقة الامارات على وجود ايران في مؤتمر عربي هدفه اتخاذ موقف حازم ضد احتلال الأراضي العربية، تعني ان دولة الامارات موافقة ضمناً على الاحتلال الايراني لجزء من أراضيها، فضلاً عن أن مشاركة الامارات تسوغ للدول والمنظمات العربية عدم الاهتمام بقضية احتلال الجزر في المستقبل، وتسمح لطهران بالتمادي في اللعب على الخلافات والتناقضات والحزازات والمشاحنات السياسية العربية. لا شك ان الدول العربية قادرة على لجم المزايدة الايرانية على العرب في موضوع الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان، والتي تستخدمها طهران لتبرير احتلالها جزر الامارات وتشريدها سكانها الأصليين. واذا كان العرب غير قادرين على منع ايران من حضور اجتماعاتهم بحجة الاتفاق الموقع مع منظمة المؤتمر الاسلامي، فهم مطالبون بأن يضعوا قضية احتلال الجزر الاماراتية على جدول اعمالهم، وتضمين بيانهم الختامي تنديداً بالاعتداء الايراني السافر على الحقوق العربية، لأن الاحتلال ملة واحدة، ولا فرق بين الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان والاحتلال الايراني لطنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى.