بدأ نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام يوم الخميس الماضي "جولات حوارية" مع المحامي حسن عبدالعظيم الأمين العام ل"حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي" الذي يقود تجمعا لخمسة أحزاب معارضة بينها "الحزب الشيوعي - المكتب السياسي" بزعامة رياض الترك. وقال الترك ل"الحياة" في اتصال هاتفي معه في حمص وسط البلاد: "طالما هناك رغبة من السلطة والتجمع في الحوار فلنشجع هذا التوجه، متمنين ان يتسع باتجاه الآخرين لأن التجمع لا يعبر في شكل كامل عن المعارضة". وزاد: "يجب ان تكون السلطة منفتحة على جميع من تهمهم مصلحة بلدهم ووطنهم". وكان لقاء خدام وعبدالعظيم أول جلسة حوار تجري بين "الاتحاد الاشتراكي" وحزب "البعث" منذ خروج الحزب الاول من "الجبهة الوطنية التقدمية" في العام 1973، بعد اقرار المادة الثامنة للدستور التي نصت على ان "البعث" هو "الحزب القائد للدولة والمجتمع". ولم يكن ممكناً الاتصال بالمحامي عبدالعظيم الموجود في بغداد في اطار وفد من المحامين السوريين، لكن اوساطاً مطلعة قالت ل"الحياة" ان السيد خدام "دعا" الأمين العام ل"الاتحاد الاشتراكي" الى لقاء جرى يوم الخميس واستمر نحو ساعتين ونصف الساعة، وتناول "الاصلاح والتطوير المستمرين في سورية وضرورة اعطائهما الوقت الكافي لئلا يحصل أي خلل أو فوضى". وزادت: "تم الاتفاق بين خدام وعبدالعظيم على اجراء جولات اخرى من الحوار بعد عودته من بغداد". وعلى رغم ان المحامي عبدالعظيم دعي الى "الحوار" كونه أميناً عاماً ل"الاتحاد الاشتراكي"، وليس ناطقاً باسم "التجمع الوطني الديموقراطي"، فإنه تحدث عن "ضرورة الحوار مع القوى الوطنية ومع الأحزاب الاخرى المنضوية في التجمع". وأوضحت مصادر ان اللقاء تناول الترك و"دوره في وضع الحزب الشيوعي في الاطار الوطني الديموقراطي". وكان المحامي عبدالعظيم تسلم امانة "الاتحاد الاشتراكي" بعد وفاة مؤسسه جمال الاتاسي في نيسان ابريل الماضي، علماً ان الراحل اسس في العام 1979 "التجمع الوطني الديموقراطي" من اربعة احزاب اخرى هي: "الحزب الشيوعي - المكتب السياسي" بزعامة الترك الذي خرج من السجن قبل سنتين بعد نحو 17 سنة، و"حزب البعث الديموقراطي" بزعامة ابراهيم ماخوس و"حركة الاشتراكيين العرب" بزعامة عبدالغني عياش المنشق عن عبدالغني قنوت الذي توفي بداية الشهر الجاري، و"حزب العمال الثوري" الذي تزعمه طارق ابو الحسن بعد رحيل ياسين الحافظ. وأوضحت الاوساط ان عبدالعظيم عقد "جلسة موسعة" مع عدد من ممثلي أحزاب "التجمع" بعد لقائه السيد خدام ل"اطلاعهم في شكل غير رسمي على الحوار وما جرى في اللقاء". وكان مقرراً أن يحضر اللقاء الترك، لكن ذلك لم يحصل لأسباب تقنية. وزادت: "هناك إقرار بضرورة وضعنا في الصورة والحوار معنا". وكان لافتاً أن السلطات تعاملت بطريقة مختلفة مع "منتدى جمال الاتاسي للحوار الديموقراطي"، إذ أنها "استثنته" من الشروط الخمسة التي وضعها الأمن السياسي على رغم انزعاج السلطات من بعض المداخلات بعد القاء الدكتور عبدالرزاق عيد محاضرة عن "ثقافة الخوف" قبل عشرة ايام. وقال مقرر المنتدى عمر كرداس ل"الحياة" انه "مستمر وان السلطات تعترف بوجوده وبنشاطاته التي ستشمل ندوة كبرى في الاول من الشهر المقبل عن الراحل الاتاسي".