تواصل امس صدور دعوات المثقفين والناشطين سياسياً الى مقاطعة البضائع والمؤسسات الاميركية الرسمية والشعبية احتجاجاً على "الانحياز الاميركي الاعمى" ضد الحقوق العربية. وجاء في بيان اصدره "التجمع الوطني الديموقراطي" ان مقاطعة المنتوجات الاميركية "واجب وطني وقومي، لابد من ممارسته كحد ادنى من اجل استمرار الانتفاضة ومساندة حقوق شعب فلسطين". ويضم "التجمع" منذ العام 1979 احزاباً محدودة الانتشار غير المرخصة في اطار "الجبهة الوطنية التقدمية" منذ العام 1972، بينها "الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي" الذي كان يرأسه الراحل جمال الاتاسي و"حزب العمال الثوري" الذي كان يرأسه الراحل حمدي عبدالمجيد و"حركة الاشتراكيين العرب" بزعامة عبدالغني عياش و"حزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي" لابراهيم ماخوس. وزاد البيان الذي تسلم مكتب "الحياة" نسخة عنه: "بدأت شعوب الامة في الاستجابة لنداء المقاطعة والحاق الضرر بالشركات الاميركية واحياناً البريطانية، وبدأت تلك الشركات تعاني من حالات الاغلاق والافلاس. والمقاطعة الشعبية هي بداية شوط طويل وفعال لاشعار الادارة الاميركية بالخطر على مصالحها بسبب استمرار سياساتها المنحازة للعدو وتجاهلها حقوق شعب فلسطين وقضايا الامة". وكان نحو 300 مثقف وناشط وقعوا بياناً دعا الى مقاطعة البضائع الاميركية. وكتب احدهم في صحيفة "تشرين" الحكومية :"ان الدعوة الى مقاطعة المؤسسات الثقافية الاهلية والرسمية الاميركية في سورية امدتني بفرح لم اشعر به من امد طويل، وكأني كنت استعيد مناخاً وطنياً رائعاً عشته في الخمسينات ثم تبدد مع هبوب اعاصير الهزائم والنكبات". اللافت ان عدداً من الذين دعوا الى "المقاطعة" زاروا الولاياتالمتحدة في اطار "برنامج الزائر الدولي" الذي ينظمه المركز الثقافي الاميركي وارسل 193 سورياً بين عامي 1986 و1999. وافاد بيان "التجمع": "ان ثقتنا كبيرة في وعي شعبنا وبتلبية نداء المقاطعة حتى يتوقف العدوان وتنتصر الانتفاضة وتحقق اهدافها في التحرر والاستقلال"، لافتاً الى "ضعف النظام العربي بسبب تغييب الجماهير والشعوب والغاء دورها في البناء الداخلي". في الاطار ذاته، نظمت امس السفارة الايرانية في دمشق "مؤتمر القدس للشباب الفلسطيني" وتحدث فيه رئيس المكتب السياسي ل"حزب الله" ابراهيم امين وزعيم "الجهاد الاسلامي" رمضان عبدالله شلّح والامين العام المساعد ل"الجبهة الشعبية-القيادة العامة" طلال ناجي، عن اهمية "استمرار النضال والكفاح ودعم الانتفاضة"، منوهين ب"الدعم السياسي" الذي تقدمه سورية وايران ل"المقاومة الوطنية والاسلامية". وقال شلح ان مفاوضات واشنطن بين الفلسطينيين والاسرائىليين "تشكل خطراً كبيراً على الانتفاضة"، وانها تقدم "طوق النجاة" لرئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك. ويتضمن برنامج الندوة القيام بمسيرة كبيرة بعد صلاة الجمعة اليوم، واصدار بيان ختامي يلخص اعمال الندوة ونقاشاتها السياسية التي يشارك فيها فهمي هويدي ورفعت سيد احمد وليث شبيلات وآخرون.