على رغم النفي الرسمي لاستعداد رئيس الحكومة ارييل شارون تفكيك ثلاث مستوطنات نائية منتشرة على أراضي قطاع غزة، في اطار تسوية مرحلية مع الفلسطينيين، قال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف، المعروف بمصادره الموثوقة ان شارون سيكون مستعداً فعلاً لإزالة مستوطنات "نتساريم" و"كفاردروم" و"موراغ" لضمان تواصل اقليمي في القطاع. وكشف شيف في "هآرتس" أمس ما سماه خطة شارون "لتسوية مرحلية متواصلة" في القطاع سيعرضها على الفلسطينيين على ان تكون تسوية أولى ضمن سلسلة تسويات مرحلية مقترحة. وقال شيف ان شارون سيعرض خطته على الرئيس الاميركي جورج بوش واركان ادارته خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة. ولم يستبعد شيف، في حديث للاذاعة الاسرائيلية امس، ان يتجاوب الاميركيون مع خطة شارون "لقناعة الطرفين انه لا يمكن التوصل الى حل نهائي في الوقت الراهن". وحسب شيف فإن شارون سيوضح للفلسطينيين، ولتبديد مخاوفهم من ان تكون الخطة المقترحة خدعة يريد من خلالها الإبقاء على معظم الأراضي الفلسطينية تحت السيادة الاسرائيلية ان الحديث هو عن "تسوية مرحلية أولى ستليها تسويات اخرى يحقق فيها الفلسطينيون انجازات ملموسة". وتابع شيف ان شارون سيمنح الفلسطينيين امتيازات اقتصادية كبيرة ويبدي تفهماً لاحتياجات السلطة الفلسطينية للمياه. واستدرك الكاتب ليقول ان مستشاري شارون ابلغوه ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لن يقبل بمبدأ "التسويات المرحلية". وبموجب الخطة سيقترح شارون ضمان تواصل جغرافي في القطاع يتحقق عبر شق طرق التفافية وانفاق تحت الأرض و"التنازل" عن مستوطنات معينة، ولكن مع الإبقاء على كتلة مستوطنات "غوش قطيف". ورأى شيف ان ازالة المستوطنات الثلاث لن تواجه بمعارضة جدية من المستوطنين واليمين المتطرف فيما يختلف الحال عند الحديث عن مستوطنات في الضفة الغربية التي يزعم غلاة المتطرفين ان لليهود حقوقاً تاريخية فيها. غير ان مسؤولاً اسرائيلياً رفيع المستوى يرافق شارون في زيارته للولايات المتحدة صرح للاذاعة الاسرائيلية امس بأن الحديث عن استعداد شارون لتفكيك مستوطنات في قطاع غزة "لا يستند الى أساس".