شيع أمس اللبنانيون التسعة الذين قتلوا في جمهورية الكونغو الديموقراطية غداة اغتيال رئيسها السابق لوران ديزيريه كابيلا. وأقيم مأتم حاشد في مسجد "الإمامين الحسنين" في الضاحية الجنوبية لبيروت، شارك فيه آلاف المشيعين تقدمهم ممثلان لرئيسي الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله والسيد محمد حسين فضل الله الذي أم الصلاة. واتهم فضل الله "اسرائيل بالوقوف وراء المشكلات التي يواجهها المغتربون اللبنانيون في أفريقيا". وقال: "كنا نود ان يستنفر لبنان كله منذ البداية مع تقديرنا لما قامت به الدولة، وان متأخراً". ورأى ان "المسألة لا تتعلق بهؤلاء الشباب الذين قتلوا ظلماً وعدواناً في شكل شخصي بل بكرامة الانسان اللبناني في العالم لأن المشكلة هي أن لا سياسة مدروسة وواعية لدينا تعمل على رعاية الاغتراب اللبناني"، داعياً لبنان الى "أخذ العبرة من هذه الجريمة المروعة". وبعد التأبين، نقلت نعوش نبيه عبدالرسول نصرالله وشقيقه رضى ومحمد علي خزعل خنافر وولداه حسن وحسين وابراهيم محمد خزعل خنافر الى بلدة عيناتا حيث ووروا، وقد ضاقت شوارعها ومداخلها بنحو ستة آلاف مشيع وسط حزن شديد. أما طيردبا التي رفعت فيها لافتات تعزية ورايات سود، فشيعت حسان ومحمد قاسم مغنية في مأتم حاشد شارك فيه ابناؤها وابناء قرى مجاورة غصت شوارع البلدة بهم وبتلامذة المدارس الذين حملوا أكاليل ووروداً حمراً. وفي برج البراجنة دفن جثمان محمد نبوه. ومن المقرر ان يدفن يوسف بكري اليوم في بلدته سير الغربية. الى ذلك، قابل موفد الرئيس لحود الى كينشاسا وزير الثقافة غسان سلامة الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا في حضور مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير ناجي أبي عاصي والعميد ماهر الطفيلي. وسلمه رسالة خطية منه عن التطورات في الكونغو التي طاولت عدداً من اللبنانيين. وعلم ان اجواء اللقاء كانت ايجابية وان كابيلا حمل الوفد اللبناني مواقف مطمئنة. واطلع لحود من المدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة الذي رافق جثث الضحايا من كينشاسا، على حصيلة اللقاءات التي عقدها مع كابيلا والمسؤولين الكونغوليين وابناء الجالية بهدف جلاء ملابسات المجزرة، ونتائج التحقيقات التي أجريت. ونقل اليه ارتياح الجالية الى الجهود التي بذلها واركان الدولة اللبنانية، وما تلقاه من كابيلا من تطمينات. وطالبت لجنة الشؤون الخارجية النيابية برئاسة النائب علي الخليل ب"التحقيق مع المسؤولين في السفارة اللبنانية في كينشاسا ومحاسبة كل من يكشف التحقيق تقصيره".