لندن، بيروت - "الحياة"، ا ف ب - يستعد لبنان لاستعادة جثث عشرة لبنانيين مغتربين في جمهورية الكونغو الديموقراطية، قتلهم رجال أمن اعتقلوهم من منازلهم في كينشاسا عقب اغتيال الرئيس السابق لوران ديزيريه كابيلا منتصف كانون الثاني يناير الماضي. وتمكن اهالي الضحايا من التعرف الى سبع جثث مهترئة ولا يزال مصير لبناني مفقود هو الرقم 11، مجهولاً. وفي كينشاسا أفادت مصادر الجالية اللبنانية انه تم التأكد من هوية ثلاث جثث فقط. ولا يزال مصير اللبناني علي اللقيس مجهولاً إذ لم يره أحد منذ اعتقاله بعد يومين من اعتقال الآخرين، علماً ان بعض المصادر يؤكد انه موقوف في سجن مكالا في كينشاسا ولم توجه اليه أي تهمة. وذكرت المصادر ان هناك صعوبة في التعرف الى هوية الجثث التي طمرت في التراب بسبب التشويه الذي أصابها وأخفى معالمها. ولم تحدد السلطات الكونغولية مكان اكتشاف الجثث. وذكرت المصادر ان الخوف لا زال مسيطراً بين أبناء الجالية اللبنانية إلا ان حدة التوتر خفت. واجتمع ممثلون للجالية اللبنانية في الكونغو أول من أمس مع وزير العدل الكونغولي موينزي كونغولو للتنسيق في إخراج الجثث، وقدم الوزير "اعتذاراً" لما حصل. وعادت، مساء أمس، زهرة خزعل خنافر زوجة الضحية محمد علي خزعل خنافر ووالدة الشابين حسن وحسين. وعادت معها ملاك عبدالحسين وهبي زوجة الضحية رضا عبدالرسول نصرالله الذي قتل وشقيقه نبيه وماجدة زوجة محمد نبوه بعدما تعرفن جميعهن الى جثث ضحاياهن. وكان المدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة الموجود في كينشاسا عاين الجثث التي كشفت عنها السلطات الكونغولية، لكنه رفض تسلمها قبل وصول وفد لبناني رسمي برئاسة وزير الثقافة غسان سلامة الى كينشاسا. ومن المقرر ان يغادر بيروت خلال الساعات المقبلة، وفد يضم السفير ناجي أبي عاصي والعميد ماهر الطفيلي. وسيسلم الوفد رسالة من رئيس الجمهورية اميل لحود الى نظيره الكونغولي جوزيف كابيلا تؤكد "حرص الدولة اللبنانية على معرفة الظروف التي أدت الى مقتل اللبنانيين واختفاء عدد آخر منهم وطلب ضمانات لطمأنة اللبنانيين المقيمين في الكونغو".