وصفت دول الخليج اغلاق ملف النزاع الحدودي بين البحرينوقطر بأنه حدث تاريخي، سيترك انعكاساته على مسيرة مجلس التعاون. وشددت السعودية على أن اغلاق الملف بصدور قرار محكمة العدل الدولية أول من أمس، سيساهم في ترسيخ أمن المنطقة واستقرارها، مشيدة بالتزام القيادتين البحرينيةوالقطرية "قواعد الشرعية الدولية"، فيما اعتبرت عمان ان قرار المحكمة جاء لمصلحة الطرفين، ولفتت الإمارات إلى "طي صفحة مؤلمة من الخلافات". وهنأت واشنطنالدوحة والمنامة علماً أن المحكمة كانت قضت بسيادة البحرين على جزيرة حوار وقطعة جرادة، وبسيادة قطر على الزبارة وجزيرة جنان وحد جنان وفشت الديبل، وأعادت رسم الحدود البحرية بين البلدين. عبرت حكومة المملكة العربية السعودية عن ارتياحها الكبير إلى الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية أول من أمس في شأن النزاع الحدودي بين قطروالبحرين، معتبرة أن من شأنه "فتح آفاق جديدة نحو تعزيز العلاقات الأخوية"، بين الدوحة والمنامة. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر رسمي سعودي قوله إن "انهاء النزاع على هذا النحو يعطي دفعة قوية لمسيرة التعاون والتكامل لدول مجلس التعاون الخليجي وللعمل العربي المشترك"، ويساهم في ترسيخ أمن المنطقة واستقرارها. وتابع المصدر أن المملكة، قيادة وشعباً، "تهنئ قادة البلدين الشقيقين وشعبيهما بالانجاز التاريخي الحضاري الذي يؤكد حكمة قادة البلدين وحرصهم على الالتزام بقواعد الشرعية الدولية، وحل النزاع بالطرق السلمية بما يكفل تعزيز الأمن والاستقرار". الحجيلان ورحب الأمين العام لمجلس التعاون السيد جميل الحجيلان ب"مواقف الحكمة والأخوة التي عبرت عنها القيادتان" البحرينيةوالقطرية، اثر صدور حكم محكمة العدل. واعتبر في بيان أصدرته أمس الأمانة العامة للمجلس أن "كل من استمع إلى خطابي أميري البحرينوقطر غمرته مشاعر الارتياح لتوافق القيادتين على أمرين مهمين هما: اغلاق ملف الخلاف، وعزمهما على أن يجعلا قرار المحكمة منطلقاً لعلاقات جديدة"، وأعرب الحجيلان عن أمله بأن يساهم هذا "الحدث التاريخي" في تعزيز مسيرة مجلس التعاون. عُمان ورحبت سلطنة عُمان أمس بقرار محكمة العدل الدولية، ونوه وزير الدولة للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله لدى مغادرته إلى السعودية للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، بتوجهات قيادتي قطروالبحرين نحو البدء ب"مرحلة جديدة للتعاون المثمر بينهما". وزاد ان طي الخلاف الحدودي "يفتح آفاقاً جديدة أمام البلدين في كل المجالات وسيدعم مسيرة العمل المشترك لدول مجلس التعاون". ورأى أن قرار محكمة العدل الدولية جاء لمصلحة الطرفين، إذ أن "الأشقاء في البحرين كسبوا دولة قطر والأشقاء في دولة قطر كسبوا دولة البحرين". الكويت ونقلت صحيفة "الرأي العام" عن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد قوله إن حكم محكمة العدل الدولية أرضى قطروالبحرين، معرباً عن الأمل بأن يكون لمصلحتهما ومصلحة العلاقات الخليجية. وبعث صباح الأحمد أول من أمس ببرقيتي تهنئة إلى أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أكد فيهما أن "الحكم لا يمثل ربحاً أو خسارة لطرف دون آخر، بل يعتبر انتصاراً للجميع، ويضيف لبنة جديدة في بناء العلاقات التاريخية بين دول مجلس التعاون، ويساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة". الإمارات إلى ذلك، نقلت "وكالة أنباء الإمارات" عن نائب رئيس الوزراء الإماراتي الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ان اغلاق ملف النزاع القطري - البحريني يشكل "حدثاً تاريخياً وانجازاً يعكس حكمة حكومتي البلدين". وأشار إلى أن الإمارات ترى في حكم محكمة العدل "انتصاراً للتضامن والتآزر وتغليباً للحكمة ومنطق العقل، ومثالاً ناصعاً للتعاطي الحضاري". وزاد ان "القرار التاريخي يطوي صفحة مؤلمة من الخلافات، ويفتح الباب واسعاً أمام علاقات التعاون وبناء غد أفضل لأبناء الدولتين الشقيقتين، بل ولأبناء منطقة الخليج والأمة العربية". في واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش أجرى اتصالاً هاتفياً بأمير البحرين، فيما صرح الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر بأن الولاياتالمتحدة تهنئ قطروالبحرين بتسوية خلافهما الحدودي سلماً. ووصف البلدين بأنهما "صديقان قريبان جداً" إلى أميركا. باريس وهنأت باريسقطروالبحرين معبرة عن سرورها لإعلانهما تصميمهما على تنفيذ قرار المحكمة. وجاء في بيان للخارجية ان فرنسا "مقتنعة بأن حل هذا النزاع سيسمح للبلدين باستكمال التقارب الذي شرعا به، وسيساهم أيضاً في استقرار منطقة الخليج"