شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز "المستوى الرفيع من التعاون والتفاهم" الذي ظهر خلال أزمة الطائرة الروسية، مشيداً، في رسالة اليه، بكفاية الوحدات الخاصة السعودية التي حررت الركاب ودقتها، في حين أكد وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز ان مصير خاطفي الطائرة ستبته السلطات السعودية. عاد ركاب الطائرة الروسية التابعة لشركة "فنوكوفسكايا افيالينيا" أمس الى موسكو بعد انتهاء أزمة الاختطاف وتحرير الوحدات الخاصة السعودية رهائنها. ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز شكر له فيها "الجهود السعودية لحل الأزمة". وأشاد ب"المستوى الرفيع من التعاون الذي أبدته الرياض خلال العملية". وعبر عن أمله "بأن تحل مسألة تسليم الخاطفين الى موسكو في أسرع وقت ممكن". وأشار الى ان هذه الأزمة أظهرت جاهزية الطرفين لفتح آفاق التعاون في مجال كافحة الارهاب. وفيما تستمر المفاوضات الروسية - السعودية لتسليم الخاطفين، ترى موسكو ان اتفاق حماية الطيران المدني 1971 الذي وقعته روسيا والسعودية، يعد أساساً قانونياً كافياً لتسليم الخاطفين في ظل غياب اتفاق لتبادل المطلوبين بين البلدين. وقال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز أمس أن السلطات السعودية ستبت مصير الشيشانيين المحتجزين لديها، وأوضح "أنه متروك للجهات المختصة وخصوصاً القنوات الديبلوماسية". ورأى مراقبون ان كلام الأمير نايف يعني ان الحكومة السعودية تنتظر وعبر القنوات الديبلوماسية طلباً روسياً رسمياً وربما من القضاء لتسليمها خاطفي الطائرة. وأكد الأمير نايف في الوقت نفسه تعاطف المملكة مع الشيشان. لكنه شدد على ان السعودية تقف ضد الارهاب في شكل قاطع. ونفى في شدة ما تردد عن ان قوات الأمن الخاصة السعودية التي اقتحمت الطائرة وحررت الركاب في زمن قياسي تدربت على طائرة مشابهة للطائرة المختطفة ارسلتها موسكو قبل عملية الاقتحام. وأوضح الوزير السعودي انه امر باقتحام الطائرة الروسية بعد 15 ساعة من هبوطها في مطار المدينةالمنورة بعدما تأكد له ان الخاطفين "قد يفاجئوننا بتصرف غير متوقع". وأوضح القنصل العام لجمهورية روسيا الاتحادية في المملكة ان "موسكو لم ترسل سوى الطائرة التي أقلت اليوم أمس الركاب الروس العائدين الى بلدهم وان العملية نفذتها القوات السعودية من دون مشاركة قوات أخرى". وفي ردرد الفعل على سير عملية تحرير الركاب أشاد الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجمسكي بالمستوى الرفيع الذي تميز به اداء الوحدات الخاصة السعودية. وشدد على ان لا مجال للحديث عن خطأ سعودي في سير العملية، كونها تمت في ظروف شديدة الصعوبة. وفي أول اتهام مباشر للمقاتلين الشيشان أكد النائب الأول لهيئة وزارة الأمن الاتحادي فلاديمير برونتشيف توافر معلومات لدى غرفة العمليات التي شكلت بقرار من الرئيس بوتين لمتابعة الأزمة، عن تورط القائد الميداني العربي الأصل "خطاب"، مشيراً الى أنه أوعز الى مجموعة تابعة له بتنفيذ العملية التي كان يفترض ان تنتهي في قندهار في افغانستان. وشدد برونتشيف على أن الأجهزة الأمنية الروسية كانت نبهت السلطات التركية الى احتمال وقوع حوادث مماثلة في تركيا وسلمتها قائمة بأسماء المطلوبين الشيشانيين الموجودين على أراضيها منذ شباط فبراير الماضي. وأضاف ان الخاطفين كانوا مجهزين بعبوة ناسفة يدوية الصنع اضافة الى السلاح الأبيض السكاكين الذي استخدم في قتل الراكب التركي والمضيفة الروسية أثناء اقتحام الطائرة. لكن وزارة الداخلية التركية نفت ان تكون تلقت تحذيرات من روسيا في هذا الشأن. وعبّر ركاب الطائرة الاتراك عن شكرهم للسلطات السعودية لحسن المعاملة والاهتمام. وقال احدهم: "لولا تدخل قوات الأمن السعودية لكنا الآن في افغانستان". وانتقد أقارب الراكب التركي الذي قتل في الطائرة، اداء القوات السعودية الخاصة واتهموها بالتسبب بمقتله. الى ذلك، قال رئيس شرطة انقرة كاظم ابانوز ان زارا ارساييف، زوجة سفيان ارساييف الذي اعلنت موسكو انه احد خاطفي الطائرة، اوقفت في منزلها في حي كوجو الاوروبي في اسطنبول، ووضعت قيد الحجز الاحتياطي. وأوضح انها ليست متورطة في عملية خطف الطائرة "لكننا سنستجوبها للحصول على معلومات"، مشيراً الى ان الخاطفين الآخرين هما نجلا ارساييف.