تنطلق عند الحادية عشرة من صباح اليوم في أبوظبي فعاليات الدورة الخامسة لمعرض الدفاع الدولي "ايديكس - 2001" الذي يعتبر أكبر معرض للسلاح البري في العالم. وتتنافس مئات الشركات الدولية على الفوز بحصة من صفقات حجمها بلايين الدولارات تنوي دول عدة، من بينها دول مجلس التعاون ودول آسيوية وأوروبية، إبرامها لتطوير المنظومات التسليحية التي أقدمت على شرائها عقب حرب الخليج الثانية التي باتت بحاجة إلى تحديثها لتواكب مفهوم المنظومات القتالية الشاملة والمتكاملة. وعلى رغم كثافة الحضور وازدياد الإقبال الدولي على المشاركة في هذا المعرض، الذي نُظم للمرة الأولى عام 1993، إلا أنه من غير المتوقع أن يتم الاعلان عن صفقات كبيرة في الأيام الخمسة التي يستمر خلالها المعرض. وقال المدير العام للمؤسسة العامة للمعارض سلطان السويدي ل"الحياة" خلال مؤتمر صحافي عقده صباح أمس: "ليس لدينا أي علم عن صفقات كبيرة ستُعلن حتى الآن. ونحن كمنظمين لا نتدخل في إعلان الصفقات"، وهو ما يختلف عن المعارض الدولية الأخرى حيث العادة أن يكون المنظمون على اطلاع مسبق، ولو جزئي، على الصفقات التي ستُعلن والتي تؤجل الشركات والدول الكشف عنها إلى حين الاشتراك في حدث دولي تُسلط عليه أضواء الصحافة ووسائل الإعلام. ويشارك قرابة 400 صحافي في تغطية "ايدكس"، في وقت أكد المنظمون أن عدد الدول المشاركة ارتفع إلى 42 دولة بعدما قررت كازاخستان الانضمام في اللحظة الأخيرة. وتبلغ مساحة صالات العرض الداخلية 15 ألف متر مربع، في حين يصل اجمالي مساحات العرض الخارجية إلى 12 ألف متر مربع، يقابلها 100 ألف متر مربع للعروض الحية والمتحركة. ولا يقتصر العرض على مساحات المعرض وحده، بل يمتد ليشمل ميناء زايد في أبوظبي حيث تعرض السفن الحربية الكبيرة والغواصات، في حين تستخدم قناة اصطناعية كبيرة بمحاذاة المعرض لتقديم عروض للزوارق الحربية والمراكب البرمائية الأصغر حجماً، علاوة على الطائرات المروحية. وقال السويدي: "زادت نسبة المساحة الاجمالية التي تشغلها الشركات العارضة بنسبة 25 في المئة على معرضنا الأخير. وهذه الزيادة تؤكد أن المعرض سيبقى يحتل مكانه الريادي على رغم موجة الاندماجات التي شهدتها الشركات الدفاعية وما رافقها قبلاً من توقعات بأن يؤدي ذلك إلى تراجع نسبة مساحات العرض. إلا أن ما حصل كان العكس تماماً، إذ زادت نسبة المساحات الداخلية إلى حد اضطرنا لفتح المساحات الخارجية للشركات". وتشارك بولندا وسلوفينيا وكازاخستان بمعارض قومية خاصة بها للمرة الأولى. ويبلغ عدد الأجنحة القومية 28 جناحاً، من بينها ثلاث دول عربية هي الإمارات والأردن والسعودية. وفي حين لوحظ غياب الهند وامتناعها عن الاشتراك بجناح قومي على غير عادتها، سُجل أيضاً غياب مصر التي كانت أحد المشاركين الرئيسيين في المعرض منذ نشأته. واكتفى السويدي بالقول: "مصر تخلفت عن الحضور لظروفها الخاصة"، رافضاً اعطاء مزيد من التفاصيل. ويصل عدد الشركات العارضة إلى 860 شركة سيشارك بعضها في العروض النارية الحية التي ستجري في ميدان الرماية. وذكر السويدي أن وزير دفاع دولة الإمارات ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد وجه دعوات رسمية إلى 65 دولة لإرسال وزراء دفاعها وقادة أركانها. وأشار إلى أن أغلب هذه الدعوات قُبل وان هناك عدداً من وزراء الدفاع وصل أمس وأن دولاً كثيرة تمثلت بقادة أركانها. وتزدحم أبوظبي بالوفود القادمة التي شغلت فنادقها الرئيسية التي تبلغ 25 فندقاً. وأدى كثرة الازدحام إلى اسكان بعض الوفود في المنامة على أن ينتقلوا صباحاً ومساء من البحرين إلى أبوظبي وبالعكس، على متن طائرات "طيران الخليج" الناقل الرسمي للمعرض. طلب اسرائيلي وأكد السويدي أن شركات إسرائيلية قدمت طلبات للاشتراك، وارسلت فاكسات بهذا الخصوص، إلا أن هذه الطلبات لقيت اعراضاً تاماً. وقال: "ما يتعلق بإسرائيل نحن لا نرتبط معها بأي علاقات، وبالتالي فإن هذا المعرض لن تشارك فيه إسرائيل"، قبل أن يضيف: "نعم أتتنا فاكسات من بعض الشركات الإسرائيلية، ونحن طبعاً لم نعقب عليها". ونفى المدير العام للمؤسسة المنظمة للمعرض، في رده على سؤال ل"الحياة"، أن تكون هناك ألغام حية أو صواريخ تحمل حشوات من اليورانيوم المستنزف معروضة في "ايدكس - 2001". وقال إن المعروضات لا تحمل أي مواد متفجرة. وأضاف: "ان الذخائر الحية ستكون موجودة في ميدان الرماية فقط، حيث سيجري استخدامها"، من دون أن يوضح ما إذا كانت هناك قذائف تقليدية ذات حشوات من اليورانيوم المستنزف بينها أم لا. وأكد أيضاً أنه ليست هناك شروط على الدول المشاركة تخص نوعية المعروضات باستثناء الامتناع عن ادخال الأسلحة غير التقليدية من النووية أو البيولوجية أو أسلحة الدمار الشامل. وتُنظم في اليومين المقبلين ندوات على هامش المعرض يحضرها أكثر من ألفين من السياسيين والمسؤولين العسكريين ومندوبي الشركات الدفاعية وتخصص للبحث في كيفية "التصدي للمخاطر التي تواجهها دول مجلس التعاون وطبعية سياساتها الدفاعية". وستناقش هذه الندوات قضايا المنطقة الاستراتيجية والتهديدات الأمنية المحتملة "من دون أن يعتبر ما يقال فيها خططاً تخص أبوظبي أو دولة الإمارات أو العالم العربي، بل مجرد تحليلات استراتيجية تماثل ما تعرضه المعاهد العالمية المتخصصة ... وهي مفتوحة لوسائل الإعلام"، وفق ما أكده السويدي. وتتركز ندوات اليوم الأول على "تقويم المخاطر في منطقة الخليج العربي"، على أن تتناول كلمات المتحدثين "التحديات الاقليمية للأمن القومي في دول الخليج العربي" و"انتشار أسلحة الدمار الشامل والتهديد الذي تمثله لمنطقة الخليج" و"القدرات العسكرية الإيرانية وتأثيراتها على أمن الخليج" و"العراق وأمن الخليج العربي". أما اليوم الثاني فسيكون موضوعه: "دور حلف شمال الأطلسي في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج"، علماً أن الترجمة العربية للمنظمين استبدلت "حلف شمال الأطلسي" بعبارة "قوات غربية". وستتطرق المداخلات إلى مسائل عدة منها "القوات المسلحة في دول مجلس التعاون ودورها في ردع التهديدات" و"التدريب والعمليات المشتركة بين دول مجلس التعاون" و"التطورات في التكنولوجيا العسكرية الحديثة وتأثيراتها على السياسات الدفاعية لدول مجلس التعاون" و"تنسيق القضايا الدفاعية بين دول مجلس التعاون ودورها في اشاعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج". وقال مشاركون إن منطقة الشرق الأوسط لا تزال تحتل المرتبة الأولى في العالم على مستوى المشتريات العسكرية، وهو ما يعطي لمعرض "ايدكس" ريادته على المستوى الدولي.