أثار اتفاق الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني محمد خاتمي على استئناف التعاون العسكري بين بلديهما توتراً في العلاقات الروسية - الأميركية. وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن واشنطن "ترسم صورة العدو" لموسكو، فيما ذكر سكرتير مجلس الأمن القومي سيرغي ايفانوف أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة لم تعد من "الأولويات الرئيسية" لبلاده، بل في المرتبة الرابعة! وسمع ايفانوف خلال محادثاته في واشنطن ليل الأربعاء - الخميس عبارات وصفها ديبلوماسي روسي بأنها "توبيخ"، بسبب صفقات تسليح تعدها موسكولطهران. وكانت واشنطن أعلنت عشية زيارة خاتمي روسيا وأثناءها اعتراضها على نية موسكو تزويد طهران كميات من الأسلحة بينها صواريخ، والاستمرار في تطوير المنشآت النووية التي تؤكد إيران أنها تستخدم لأغراض سلمية. وذكر المدير العام لمصانع "ايجور" النووية يفغيني سيرغييف، بعد محادثاته مع الرئيس الإيراني في سانت بطرسبورغ، أن بناء المفاعل الأول لمحطة بوشهر سيكتمل قريباً، وتوقع اتفاقاً لتصدير مفاعل ثانٍ. وزاد ان تلك المصانع تعد لانتاج مفاعلين آخرين لمحطة إيرانية ثانية. وكشف نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيكوف ان البيان المشترك عن نتائج زيارة الرئيس الإيراني، والذي سيصدر اثر عودة خاتمي من قازان إلى طهران، سيشير إلى نية الطرفين ابرام اتفاق جديد لاستخدام الطاقة النووية. وعلى رغم تأكيدهما أن تعاونهما "ليس موجهاً ضد دول أخرى ولا يهدف إلى زعزعة الوضع في المنطقة"، لم تخف الولاياتالمتحدة انزعاجها، وسمع سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي أثناء محادثاته في واشنطن مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية كولن باول ليل أول من أمس عبارات وصفها ديبلوماسي روسي بأنها "توبيخ غير لائق". ومن دون أن يذكر باول، قال سيرغي ايفانوف ان "هناك من يلوم روسيا لأنها تختار من يعتبرهم أصدقاء غير لائقين، لكن قيادتنا هي التي تختار" الدول التي تتعامل معها. ورأى أن لروسيا "حقاً شرعياً" في استئناف تصدير "الأسلحة الدفاعية" إلى إيران، موضحاً أنها تشمل دبابات وناقلات جنود ومعدات للدفاع الجوي. واللافت في ظل التوتر بين موسكووواشنطن كان تأكيد سيرغي ايفانوف أن بلاده تعتبر تطوير العلاقات مع الدول الكبرى "والولاياتالمتحدة في الصف الأول منها" بين أولوياتها، لكنها "أولوية ليست رئيسية". واستدرك أن روسيا تعتبر ما يجري قرب حدودها الأمر الأهم بالنسبة إلى أمنها، ثم تأتي في المرتبة الثانية العلاقات مع أوروبا، وبعدها الروابط على المحور الآسيوي، وأخيراً مع "الدول العالمية الكبرى". ولفت مراقبون إلى مؤشرات تدل على تبدل جذري في استراتيجية سيرغي ايفانوف، أقرب مساعدي بوتين، في وقت انضمت الخارجية الروسية إلى الهجوم على أميركا، وأصدرت بياناً اعتبر تقرير الاستخبارات المركزية الأميركية عن انتشار أسلحة الدمار الشامل "سافراً في عدائه لروسيا". واستغربت الوزارة كون واضعي التقرير "حاولوا، من دون براهين، تصوير موسكو كأنها المذنب الرئيسي" المسؤول عن انتشار تلك الأسلحة وسعوا إلى "خلق صورة العدو".