يوقع الرئيس الإيراني محمد خاتمي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين غداً معاهدة "أسس العلاقات ومبادئ التعاون" بين البلدين، ويناقشان الشؤون الدولية والاقليمية. ويتوقع أن يعقد اتفاق مهم للتعاون العسكري يتضمن تزويد إيران شبكات متطورة للدفاع الجوي. ولم يستبعد خبراء أن تطلب الجمهورية الاسلامية صواريخ تمكنها من السيطرة على مضيق هرمز. وفي إطار أول زيارة رسمية لروسيا سيجري خاتمي محادثات مع بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف ويلتقي راعي الكنيسة الارثوذكسية اليكسي الثاني ورئيس مجلس المفتين راوي عين الدين، ويزور سانت بطرسبورغ وتترستان. وأكد مصدر في وزارة الخارجية أن المعاهدة التي سيوقعها الرئيسان "لن تتضمن التزامات تحالفية أو عسكرية - سياسية"، بل ستؤكد ضرورة تطوير العلاقات الثنائية. إلا أن خبيراً في الشؤون الإيرانية قال ل"الحياة" إن ملف التعاون العسكري سيكون في مقدم اهتمامات الطرفين. وتوقع توقيع اتفاق أوضح أن خطوطه العامة وضعت خلال زيارة وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف طهران أواخر العام الماضي. يذكر أن موسكو انسحبت من اتفاق غير موثق مع واشنطن عقد عام 1995 بين رئيس الوزراء آنذاك فيكتور تشيرنوميردين ونائب الرئيس الأميركي آل غور وقضى بوقف تصدير الأسلحة الروسية إلى إيران منذ مطلع العام 2000. وقدر الخبراء في موسكو خسائرها من جراء ذلك بخمسة بلايين دولار. فيما ذكر السفير الإيراني في العاصمة الروسية مهدي صفري أن روسيا قد تربح حوالى سبعة بلايين دولار باستئناف التعاون العسكري مع الجمهورية الاسلامية التي يتوقع أن تصبح ثالث أكبر مستورد للسلاح الروسي بعد الهند والصين. وذكر نائب مدير مركز التحليل الاستراتيجي قسطنطين ماكيينكو أن الإيرانيين مهتمون بشراء شبكات للدفاع الجوي قادرة على التصدي ل"القذائف الموجهة" بما فيها الصواريخ الفائقة الدقة. ولدى روسيا نوعان من هذه الشبكات هما "تور M1" و"بوك M1"، ولكن الخبراء يستبعدون احتمال بيع الايرانيين شبكات "سي 300" وهي من نوع "باتريوت"، لأن تزويدهم إياها قد يخلق أزمة سياسية مع واشنطن. ويخشى مراقبون من أزمة مماثلة في حال وافقت موسكو على طلب إيراني لتصدير الصواريخ المضادة للسفن من طراز "موسكيت". ويبلغ مدى هذا الصاروخ 120 كيلومتراً وهومخصص لمهاجمة القطع البحرية. وفي حال وضعه على سواحل مضيق هرمز، فإنه سيغير الموازين الجيوسياسية في منطقة يعبر من خلالها 60 في المئة من النفط العالمي. ويتوقع أن يطلب الإيرانيون تحديث اسطولهم الجوي، خصوصاً طائرات "ميغ 29" و"سوخوي 24"، بل حتى الطائرات الأميركية الموروثة من عهد الشاه. وستتناول المحادثات قضايا التعاون الثنائي في مجالات عدة، منها مشروع الممر المائي بين بحر قزوين ومنطقة الخليج، وتطوير التعاون في ميادين انتاج الطاقة الكهربائية، في ضوء موافقة موسكو على بناء عشر محطات حرارية وبناء مفاعل ثانٍ لمحطة بوشهر النووية. وأشار الجنرال اندريه نيكولايف، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي، إلى أهمية تطوير العلاقات مع طهران في ضوء تطابق مواقف البلدين من قضايا دولية واقليمية بينها الوضع في افغانستان والتصدي للنفوذ التركي والغربي في آسيا الوسطى، وتحقيق تسوية سلمية في طاجكستان. وينتظر ان توقع أثناء الزيارة اتفاقية تتضمن موقف الجانبين من الخلافات بين الدول المطلة على بحر قزوين. وأكدت مصادر مقربة من وزارة الخارجية أن ملفي الشرق الأوسط والخليج سيكونان من المحاور المهمة للمحادثات، إذ تسعى موسكو إلى إقناع دول الخليج بإقامة "نظام أمني" تشارك فيه إيران والعراق. وإلى ذلك، فإن روسيا قد تواصل جهوداً كانت بذلتها لتقريب وجهات النظر بين طهران وبغداد.