حضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في موسكو أمس، روسيا على إرجاء افتتاح مفاعل «بوشهر» النووي في إيران، حتى تثبت طهران عدم سعيها الى امتلاك أسلحة نووية. جاءت تصريحات كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف بعد محادثاتهما في موسكو، وعلقت فيها على إعلان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مخصص للطاقة النووية، ان «أول مفاعل في محطة بوشهر النووية في إيران، سيدخل الخدمة اعتباراً من هذا الصيف». وقالت كلينتون: «نعتبر في الوقت الراهن أن مواصلة أي مشروع (نووي مدني في إيران) سابق لأوانه، لأننا نريد توجيه رسالة لا لبس فيها الى الإيرانيين»، قبل أن تثبت طهران الطابع السلمي لبرنامجها النووي. أما لافروف فأكد نية موسكو تدشين المفاعل. وأعلنت كلينتون تحقيق «تقدم كبير» في اتجاه التوقيع على المعاهدة الجديدة بين الولاياتالمتحدةوروسيا للحد من انتشار الأسلحة النووية، والتي يُفترض أن تحل مكان معاهدة «ستارت» المبرمة عام 1991 والتي انتهى العمل بها في 5 كانون الأول (ديسمبر) 2009. وتوقعت التوصل «قريباً» الى اتفاق نهائي، فيما أعلن لافروف أن المحادثات حول المعاهدة الجديدة باتت «في نهاية الخط المستقيم». وكان لافروف قال لصحيفة «روسيسكايا غازيتا» الحكومية أن البلدين «تمكنا من تجاوز عهود العداء والمواجهات، لكنهما لم ينقلا العلاقات إلى مستوى الصداقة حتى الآن»، معتبراً ان «مناخاً جديداً نشأ في العلاقات بين الدولتين فعلاً، بعد وصول إدارة الرئيس (باراك) أوباما إلى السلطة». وأضاف: «أقول صراحة إن العلاقات في تحسن على مستوى وزارتي الخارجية، وبات بناءً أكثر ومشجعاً أكثر على البحث عن إيجاد حلول مقبولة لدى الطرفين». وأشار الى أنه يثق بكلينتون، لافتاً الى أن الرئيس الروسي ديمتري «ميدفيديف يثق بالرئيس أوباما، وأعرف أيضاً أن أوباما يثق بميدفيديف». والعناصر الخلافية الأساسية التي عرقلت حتى الآن توقيع المعاهدة الجديدة، تتركز حول الربط الذي تسعى موسكو الى تثبيته، بين تقليص ترسانتي البلدين من الأسلحة النووية ومسألة نشر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا. لكن واشنطن تسعى في المقابل إلى ربط تراجعها عن نشر أنظمة صاروخية قرب الحدود الروسية، بالملف النووي الإيراني. وقبل ساعات من محادثات لافروف وكلينتون، أعرب ميدفيديف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال لقائهما في موسكو، عن الأمل في توقيع المعاهدة الجديدة «في أسرع وقت». وخاطب بان ميدفيديف، مشيراً إلى أن العالم «ينتظر بفارغ الصبر أن توقعوا مع أوباما المعاهدة الجديدة بدل معاهدة ستارت الأولى، في أقرب وقت». ورد ميدفيديف قائلاً: «أنا أيضاً آمل بتحقق ذلك». وستشارك كلينتون خلال زيارتها التي تستغرق يومين، في اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، والذي بات يرتدي أهمية أكبر بعد إعلان إسرائيل عن مشاريع لبناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة.