راوحت قضية السياح الالمان الاربعة الذين يحتجزهم مواطن مصري في مدينة الاقصر في الصعيد مكانها. وحتى مساء أمس لم يطرأ جديد على رغم المفاوضات التي جرت بين الخاطف ابراهيم علي السيد وأجهزة الأمن المصرية ورئيس مجلس مدينة الاقصر الدكتور محمود خلف ومسؤولين في الخارجية الالمانية من جهة أخرى، والتي تمت عبر هاتف نقال أكد إبراهيم انه سلاحه الوحيد. وفي حين أكدت مصادر أمنية مصرية أن السلطات تمكنت من تحديد المكان الذي يتحدث منه عن طريق تتبع هاتفه النقال فإن إبراهيم أكد ل "الحياة" أن أعداداً كبيرة من قوات الأمن تحيط المنطقة الموجود فيها، لكنه مع ذلك رفض تحديدها. وبدا أن تعاطفاً مع قضية إبراهيم السيد عكسته الطريقة التي تتعاطى بها أجهزة الأمن المصرية معه، ولذلك الاسلوب الذي تناولت به وسائل الإعلام المحلية القضية. وأكدت المصادر أن قوات الأمن "لن تقتحم المكان الموجود فيه المواطن مع السياح الاربعة إلا بعدما تستنفذ كل السبل السلمية معه"، مشيرة إلى أن الظروف التي يعانيها بسبب فقدانه طفليه كريم ورامي سفر زوجته الالمانية هيكا رايتر والتي فرت إلى المانيا بهما قبل سنة ونصف. وهاتفت "الحياة" إبراهيم السيد مجدداً، فنفى في شدة "أن يكون مارس أي ضغوط ضد السياح الالمان الاربعة"، الذي وصفهم بأنهم "اصدقاؤه"، وأكد أن السلاح الوحيد الذي يملكه هو هاتفه النقال. وقال: "هم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي لأنهم مقتنعون بعدالة قضيتي وحقي في استرداد ولدي أو السفر إليهما لرؤيتهما"، مؤكداً أنه جهز طعاماً وشراباً يكفيهم لأيام عدة وأنهم سعداء بتناول الطعام المصري". ونفى أن يكون هدد عبر أي وسيلة اعلام بذبح السياح، معرباً عن أمله في أن تمكنه الظروف "من أن يرد الجميل لهم"، وذكر أنه تلقى اتصالات من مسؤولين ألمان عدة لكنه اتهمهم بالتعنت، وأضاف: "هم يلعبون على عامل الوقت ولا تهمهم حياة رعاياهم"، وقال "ان مسؤولاً المانيا هدده في مكالمة هاتفيه أمس بملاحقته بعد انتهاء المشكلة والقبض عليه إذا اضطرت الحكومة الالمانية الى منحه تأشيرة دخول عند وصوله الى المانيا". وقال إن زوجته خضعت لضغوط تمنعها من الحضور مع الطفلين الى مصر لإنهاء المشكلة. ومن جهته توقع رئيس مجلس مدينة الاقصر الدكتور محمود خلف اطلاق الالمان الاربعة في غضون ساعات. وأكد أنهم بخير. ونفى ما رددته بعض وسائل الإعلام الأجنبية من أن السيد هدد بذبحهم في حال عدم استجابة مطالبه. ونفى أيضاً ما تردد من استعداد الشرطة المصرية لاقتحام المكان الذي يحتجز فيه السياح الاربعة، مؤكداً حرص السلطات المصرية على سلامة الخاطف والمخطوفين. وقال خلف ل "الحياة" إنه شارك في المفاوضات مع الخاطف وحاول اقناعه العدول عن سلوكه، مشيراً إلى أن الخاطف شكى من مخالفات قانونية ارتكبها الالمان بإقدامهم على المساعدة على تهريب الطفلين من مصر بمنحهما جوازات سفر بعد تزوير اسميهما بادعاء أن والدهما اسمه رايتر رغم أن ذلك هو اسم والد زوجته. وأعرب مصدر في السفارة الالمانية في القاهرة عن امله بان تنتهي مأساة احتجاز السياح الالمان الاربعة وأن يستجيب محتجزهمجهود قيادات الامن المصرية ويطلق سراحهم. وقال المصدر إن الاتصالات بين قسم دائرة الازمات في وزارة الخارجية الالمانية في برلين ومحتجز الرهائن لا تزال مستمرة عبر هاتفه النقال، مشيراً إلى أن السيد أكد حرصه على عدم التسبب في أي ضرر للسياح . وتوقع ان تنتهي المأساة في غضون ساعات، ونفى أن يكون المحتجز اجرى اتصالاً هاتفياً بالسفير الالماني في القاهرة.