عاشت كرة القدم السعودية يوماً أسود امس على الصعيد الآسيوي، بعدما خرج ممثلاها الاتحاد والهلال بخفي حنين من الدور ربع النهائي لمسابقة كأس الأندية الأبطال - مجموعة غرب آسيا إثر سقوطهما في الجولة الأخيرة من مباريات "المربع" في طهران، وتلقى الاتحاد خسارته على يد ارتيش الكازخستاني 1-2 مفاجأة المربع في حين تعرض الهلال لخسارة "مذلة" على يد بيروزي الايراني 1-3، وبذلك تأهل ارتيش وبيروزي الى الدور نصف النهائي للمسابقة. وطرح الاداء الذي قدمه الفريقان السعوديان الكثير من علامات الاستفهام واذا كان الهلال استحق الخسارة نظراً لتواضع عروضه، فإن الاتحاد ظلم بعدم استغلاله الفرص التي سنحت لمهاجميه وبالتالي خسارته المفاجئة. كما زاد من تراجع الهلال الأداء السيئ على الصعيد الاخلاقي للاعبيه بعدما طرد الحكم الياباني اوكادا اثنين منهم هما المدافع عبدالله الشريدة والمهاجم الكاتو، علاوة على رفض الجمعان مغادرة الملعب عند استبداله بزميله محمد النزهان ، فضلاً عن العصبية الزائدة التي طغت على اداء القائد يوسف الثنيان وعمر الغامدي، واللذين كانا قريبين من اللحاق بزميليهما. واذا كان الحكم اوكادا قد مارس ضغطاً على لاعبي الهلال بقرارته العكسية فان الامر لم يكن يستدعى العصبية التي ظهر بها الهلاليون كونهم لاعبين محترفين ويعلمون ان الكرة فوز وخسارة وسبق لهم ان تعرضوا لمواقف مماثلة. وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير واخرجت الهلاليين عن طورهم احتساب الحكم اوكادا لضربة جزاء بناء على مشورة الحكم الاوزبكستاني المساعد الذي اشار لأوكادا ان مدافعاً هلالياً اعترض كرة بيده داخل المنطقة المحرمة، وفي ضوئها طرد اوكادا المدافع الشريدة وهو الذي لم يتسبب بابعاد الكرة واحتج الهلاليون كثيراً على ضربة الجزاء وقرار الطرد. ولم يستطع اوكادا بعد "البنالتي" السير بالمباراة الى برّ الامان، خصوصاً في ظل العصبية الزائدة التي ظهرت على لاعبي الهلال وخصوصاً الكاتو، الذي اقدم على تصرف اقل ما يقال عنه بانه احمق عندما شج وجه حميد استيلي بكوعه، وتم طرده مباشرة. ويشعر الهلاليون بالحنق الكبير ليس على حكم المباراة فقط بل على مدربهم "المبتدئ" صفوت سوزيتش الذي اشرك 18 لاعباً من بين 20 لاعباً في 3 مباريات فقط. ويعتقد الهلاليون ان سوزيتش ليس المدرب الذي يمكنه ان يقود الهلال في نهائيات كأس العالم للاندية في إسبانيا في الصيف المقبل. وينتظر الهلاليون قرار ادارتهم بتسريح سوزيتش والتعاقد مع بديل كفي، وكان سوزيتش اعلن ان بقاءه في الهلال يعتمد على ما سيحققه امام بيروزي. الاتحاد - ارتيش استهل الاتحاديون المباراه بهدوء، خلاف ما كانوا عليه في المباراة السابقة، في حين ظهر لاعبو ارتيش منذ الدقائق الاولى بصورة ممتازة وكان واضحاً من خلال ادائهم حرصهم على الخروج بنتيجة ايجابية. ولم يحرك الاتحاديون ساكناً من خلال التهديد الذي شنه عليهم ارتيش منذ الدقائق الاولى، اذ استمر لاعبوه في تكثيف المنطقة الخلفية والاعتماد على الهجمات المعاكسة. واثمر الهجوم الكازخستاني الضاغط هدفاً أول بواسطة مهاجمه البرازيلي ميندس من ضربة راسية 15. ونشط الاتحاديون عقب ذلك وظهروا بصورة افضل، الا ان هجماتهم كانت تفتقد الى الجدية. وذلك بسبب الطريقة التي انتهجها مدربهم الايطالي دوسينا. ولم يقتنع لاعبو ارتيش بهدفهم، اذ استمروا على منوالهم الهجومي بقيادة ميندس الذي كان مصدر ازعاج لدفاع الاتحاد. وعلى رغم "اجتهادات" مهاجم الاتحاد البرازيلي سيرجيو لكنه افتقد الى التمويل الكافي من خط الوسط، الذي طغت الفردية على ادائه. وبعد مرور الدقائق العشرين الاولى اندفع الاتحاد بشكل افضل بحثاً عن تعديل النتيجة، لكن من دون خطورة تذكر. ودفع الاتحاديون ثمن ذلك، حيث تمكن ميندس من تسجيل الهدف الثاني لارتيش بعد مجهود فردي 18. ولم يجد الاتحاديون امامهم حلاً سوى مبادلة الكازخستانيين الهجوم، بيد ان الاسلوب الدفاعي المنظم الذي انتهجه ارتيش عقب هدفهم الثاني ساهم في تشكيل قلق نفسي كبير عند مهاجمي الاتحاد الذين افتقدوا الى الجدية والدقة. وعاد الامل للاتحاديين قبل نهاية الشوط الاول بدقيقة حين سجل لاعب الوسط محمد نور هدف الاتحاد الوحيد من تسديدة قوية. وفي الشوط الثاني شمّر الاتحاديون عن سواعدهم، بحثاً عن هدف التعادل، بيد ان لاعبي ارتيش ذادوا ببسالة عن مرماهم. وعلى رغم سيطرة الاتحاد على مجريات الشوط الثاني،الا انه لم يستطع اختراق الجدار الدفاعي الذي نصبه مدرب ارتيش امام مرماه. ولم تفلح التغييرات الهجومية التي اجراها دوسينا باشراك حمزة ادريس ومرزوق العتيبي في تغيير الموقف، بعدما تسابق اللاعبون الى اهدار الفرص التي تهيأت لهم . الهلال - بيروزي شكلت نتيجة اللقاء الاول بين الاتحاد وارتيش ضغطاً نفسياً هائلاً على لاعبي الهلال، وكان يتوجب عليهم الفوز بنتيجة لا تقل عن ثلاثة اهداف. ولعب الهلاليون تحت انظار مواطنيهم الاتحاديين الذين كانت تعني لهم نتيجة اللقاء الكثير. وللمرة الثالثة خلال ثلاث مباريات يلعب سوزيتش مدرب الهلال بطريقة جديدة وتشكيلة جديدة، إذ أعاد الثنيان من جديد واشرك التمياط والجابر واعاد الشريدة والدوخي، وأبعد النزهان، وأشرك الكاتو منذ بداية المباراة، وكانت طريقته تعتمد على تكثيف منطقة الوسط بخمسة لاعبين. وافتتح الثنيان اهداف الهلال عندما تلقى تمريرة من الكاتو 10. وكان عبدالله الجمعان قريباً من توسيع الفارق لكن الحارس رضا زاده تصدى لكرته 18. ولعب الهلاليون بطريقة الكرات المرتدة، وكاد الكاتو ان يسجل هدفاً محققاً من تمريرة الدوخي لكن الحارس الايراني افلح في الامساك بها42. ونجح كريمي في تعديل الكفة لفريقه بعدما تلقى تمريرة استيلي من منتصف الملعب، وفشل الشريدة في ايقاف كريمي 44. ودخل الايرانيون الشوط الثاني وهمتهم عالية، ساعدهم على ذلك تدني مستوى لاعبي الهلال وتفرّغهم لمناقشة الحكم الذي احتسب ركلة جزاء سددها نصاريان 65. وساهم النقص الهلالي بسيطرة أصحاب الأرض ونجح نوفباخور بتسجيل الهدف الثالث عندما اطلق قنبلة مدوية لم يرها الدعيع الا وهي تنفجر في شباكه 69. وسنحت فرص عدة لبيروزي لزيادة الغلة لكن التوفيق لم يحالفه، في حين ظل الهلاليون متراجعين في ملعبهم من دون خطورة تذكر بعد طرد الكاتو.