بدأ شاهد الادعاء امس الاميركي جمال احمد محمد الفضل "ابو بكر السوداني" في جلسة عقدتها محكمة مانهاتن بعد ظهر اول من امس شهادته بتأكيد ان تنظيم "القاعدة" جلب اسلحة وصواريخ الى السودان من افغانستان في طائرة مُستأجرة من شركة "الخطوط السودانية" وسأله الادعاء عن عدد لقاءاته الشخصية مع اسامة بن لادن، فقال انها اكثر من عشرة. وسأله هل يعرف اذا كان "ابو عبدالله اللبناني" موجوداً في قاعة المحكمة. فوقف واشار باصبعه الى وديع الحاج. وسأله الادعاء باتريك فيتزجيرالد هل ل"ابو فضل المكي" علاقة بابن لادن فأجاب ان "ابو فضل" متزوج من ابنة سعيد بن لادن عم اسامة، وانه فقد ساقه خلال المعارك في افغانستان عولج في المانيا، واضاف ان "ابو عبيدة البنشيري" خلف "ابو ايوب العراقي" كأول "أمير" ل"القاعدة" وان "ابو عبيدة" كان مسؤولاً مباشرة امام ابن لادن. ورداً على سؤال، قال ان التعليمات التي وُجّهت اليه خلال سفره الى مصر كانت ان يُظهر سجائر ورائحة كولونيا امام ضباط الامن المصريين. وعن العملاء الذين يكشفون خلال عملهم في "القاعدة"، قال ان التعليمات كانت قتلهم. وذكر انه تحدث في هذا الموضوع مع "البنشيري" و"ابو الفضل المكي" مؤكداً ان "عميلين" سُجنا بعد اكتشاف امرهما، في حين أُعدم ثالث. وعاد الى الحديث عن موقف "القاعدة" من الاميركيين في الصومال. ونقل عن "ابو عبيدة" انه طلب منه ان يكون مستعداً للذهاب في اي وقت الى الصومال آخر العام 1993. وقال ان ابن لادن قال انه "يجب قطع رأس الافعى" في القرن الافريقي. وقال ان "ابو طلحة السوداني" ذهب الى الصومال مع "سيف الاسلام المصري" و"ابو محمد اليمني" وآخرين لا يذكر اسماءهم. واضاف ان "ابو حفص المصري" ذهب ايضاً الى الصومال وغادر الى السودان وانه ذهب لاستقباله بعد عودته. ونقل عن "ابو حفص" ان اشخاصاً من قبيلة العفر ساعدوه في الخروج من الصومال في طائرة "سيسنا" تُستخدم عادة في نقل القات ونسب الى "ابو حفص" قوله: "ما حصل في الصومال قتل الاميركيين مسؤوليتنا". وتابع انه تحدث العام 1994 مع "ابو طلحة السوداني" بعد عودته الى السودان من الصومال وان "ابو طلحة" اشترى منزلاً بالخرطوم بأموال تلقاها من "القاعدة" لقاء جهوده في الصومال. وتحدث عن سفره الى السودان ومنه، من دون ختم جواز سفره لمساعدة الأمن السوداني. وسأله الادعاء عن الخلاف بين السنّة والشيعة، فقال ان هناك 16 اختلافاً بينها "زواج المتعة"، وان الشيعة "يربطون الجهاد بوجود "الإمام" بينمة السنّة لا يربطون الجهاد بذلك". وقال ان "ابو فضل المكي" اخبره ان "القاعدة" تساعد الشيشان في التدريب على السلاح، وان عليه هو ان يذهب بدوره الى الشيشان. واوضح ان الاموال كانت تُرسل الى مكتب في باكو يتولى تهريب الاشخاص الى الشيشان. وقال ان وديع الحاج سافر الى باكو وان وديع اخبره انه اشترى دراجات من اذربيجان. ونقل عن "ابو فضل المكي": "اننا ننقل مكتباً الى لندن". واضاف ان ابن لادن أسس "مكتب النصيحة والدعوة" في لندن. وقال ان "ابو حبيب التونسي" يُشرف على نشرة اخبارية وكان يُرسل فاكسات الى لندن وتحديداً الى "ابو خليل المدني" في 1994. وقال ان شخصاً آخر هو "ابو ماضي السعودي" حلّ محل "ابو خليل المدني" في لندن في 1994. وتحدث عن عضو في "القاعدة" هو "ابو خديجة العراقي" يحمل جوازي سفر عراقياً والمانياً. وقال ان "القاعدة" كانت تستخدم في الاتصال بمزارع الدمازين اجهزة اتصالات لاسلكية زوّدها بها مقدم في الجيش السوداني و"ابو هاجر العراقي". واوضح ان "القاعدة" كانت تملك جهاز اتصال بالاقمار الاصطناعية يستخدمه اسامة بن لادن. وروى ان "ابو عبيدة البنشيري" ارسله مرة الى كينيا وقال له ان شخصين سيتستقبلانه هناك. وبعد استراحة قصيرة استؤنفت الجلسة بشرح طريقة سفره الى كينيا اواخر 1991 وقال ان "ابو عبيدة البنشيري" ابلغه ان "ابو قتيبة المصري" وشخصاً صومالياً سيكونان في انتظاره. واضاف ان الرجلين استقبلاه بالفعل وتسلما منه مغلفاً من "ابو عبيدة". وتابع ان الرجلين قالا له ان "ابو عبيدة البنشيري" يريده فوراً ان يذهب الى بيشاور، ففعل ذلك فوراً بعد اقل من يوم من وصوله الى كينيا. وشرح انه عاد بعد فترة الى السودان. ثم سافر الى بودابست آب/ اغسطس 1992 بناء على طلب من ابن لادن و"ابو رنا السوري" و"ابو فضل المكي" وان الثلاثة قالوا له ان الدكتور عبدالله عز الدين سيستقبله هناك. وتابع ان سلطات الهجرة اوقفته في المطار لانه لا يملك تأشيرة، وسُجن في المطار خمسة ايام. واضاف ان الدكتور عبدالله عز الدين استطاع الحصول على تأشيرة له. واضاف انه التقى في بودابست "ابو نوفل السعودي" وان الاخير والدكتور عز الدين ابلغاه ان عليه الذهاب فوراً الى زغرب كرواتيا لاعداد تقرير عن امكان شراء شركات في كرواتيا واضاف انه قدم تقريراً برحلته الى كرواتيا الى "ابو الفضل المكي". ثم تحدث عن سفره الى الاردن للقاء "ابو اكرم الاردني" وتسليمه اموالاً مئة الف دولار ل"جماعة ابو علي"، وهي جماعة تابعة ل"القاعدة"، وتعمل خصوصاً في الاردن وفلسطين. وتابع انه سافر الى الاردن بجواز سفر سوداني، لكن ليس باسمه الحقيقي. واوضح ان "ابو الفضل المكي" اعطاه المبلغ نقداً بعدما سحبه من مصرف الشمال في السودان. وقال انه التقى "ابو اكرم الاردني" في المطار في عمان وان هذا الرجل تولى ترتيب دخوله من دون تفتيش حقائبه. واكد ان "القاعدة" تعمل على تهريب اسلحة الى داخل مصر. وقال ان الاسلحة تُخفى في حمولة جمال يتم شراؤها من مدينة ام درمان. واوضح انه شارك في احدى عمليات تهريب الاسلحة الى مصر وان الاسلحة كانت مُرسلة الى "جماعة الجهاد" وليس ل"الجماعة الاسلامية". واشار الى شكاوى من ان المصريين هم اكبر جنسية داخل تنظيم "القاعدة" مشيراً الى ان هذه الشكاوى نُقلت الى "ابو عبيدة" و"ابو حفص" واسامة بن لادن. وقال ان اعضاء في "القاعدة" قالوا ان المصريين يديرون المخيمات والتدريب وكل شيء في "القاعدة"، بينما العرب من جنسيات اخرى لا دور بارز لهم. وقال انه شخصياً اشتكى من "سيطرة المصريين" وان "ابو تميم الليبي" سانده في شكواه. واوضح ان "ابو عبيدة" رد على هذه الشكوى بالقول ان اي شخص كفء يمكن ان يدير مخيمات "القاعدة". وتحدث عن "ابو معاذ المصري" قائلاً ان هذا الرجل كان يتولى تفسير احلام اعضاء "القاعدة" خلال الفترة التي تسبق صلاة الفجر. كذلك اشار الى "ابو دجانة اليمني" يُعرف ايضاً باسم "ابو عبدالله اليمني" وتحدث عن "ابو خالد المصري" الذي قال انه اختصاصي في الدبابات وانه عضو في "الجهاد" و"القاعدة". وقال ان "ابو خالد" كان في اللجنة العسكرية ل"القاعدة" وانه فقد احدى عينيه في القتال في افغانستان. وسأله الادعاء عن علاقة "القاعدة" بالاريتريين، فقال ان هناك علاقة مع "جماعة الجهاد الاريتري" وانه سلّم "أمير" هذه الجماعة الشيخ عرفة اموالاً من "القاعدة". واوضح ان الاخير كان يقيم في حي الرياض في الخرطوم. وقال ان شخصاً من الجماعة الاريترية يدعى محمد خير حضر تسليم الاموال الى الشيخ عرفة مئة الف دولار اميركي. ثم تحدث عن "السيد ماضي" في لندن، فقال انه يعرف ان اسمه "خالد" الفواز. وسأله الادعاء هل يعرف اشخاصاً في "القاعدة" من جزر القمر، فقال ان بعض الاشخاص من جزر القمر ينتمون الى "القاعدة" بينهم شخص يدعى "فضيل" وان هذا الرجل يتحدث اللغة السواحيلية. وأقر رداً على سؤال ان اموال ابن لادن كانت موجودة باسمه الشخصي في "بنك الشمال" في السودان، كما باسم "مدني سيدي الطيب" ابو فضل المكي وباسم "ابو رضا السوري" اسمه الاول نضال و"ابو هاجر العراقي" ممدوح سليم. وقال ان اموال القاعدة كانت ايضاً باسمه وباسم شخص يمني يدعى عبده المخلافي كان يعمل حارساً شخصياً لابن لادن. وقال ان اموال ابن لادن كانت ايضاً في "بنك الشمال" و"بنك التضامن" و"بنك فيصل الاسلامي" و"بنك المزارع". وقال ان "ابو فضل المكي" كان يملك حساباً في بنك "باركليز" في لندن، اضافة الى حسابات اخرى في ماليزيا وبانكوك ودبي باسم احمد علي لوتا وشخص عُماني. وقال انه شارك في نقل اسلحة في 1993، اذ طلب منه "ابو فضل المكي" الذهاب الى "ابو ايوب العراقي" اول "أمير" ل"القاعدة" لنقل اسلحة الى اليمن الجنوبي لقتال الشيوعيين، وانه ذهب مع "ابو نعيم الليبي" و"ابو علي السوداني" الى مزارع سوبا ونقلا "صندوقاً كبيراً مشحوناً بالاسلحة" الى بورتسودان وان رجال امن سودانيين ساعدوا في نقل الاسلحة الى زورق تابع ل"القاعدة" كان يشرف على الزورق "ابو حبيب الباكستاني" و"ابو محمد اليمني" لنقل الاسلحة الى اليمن. وقال ان الاسلحة كانت مرسلة الى "سيف الاسلام الجنوبي" بناء على ما اخبره "ابو حبيب السوداني" و"ابو فضل المكي". وقال ان بعض الاسلحة ارسلت ايضاً الى "ابن المبارك الشرقاوي" في السعودية لضرب الاميركيين في المنطقة الشرقية. وقال انه لا يعرف اذا كانت هذه الاسلحة استخدمت بالفعل ضد الاميركيين في السعودية تدخل الادعاء قائلاً ان معلومات الحكومة الاميركية تفيد ان الاسلحة لم تُستخدم ضد الاميركيين. وقال ان "ابو فضل المكي" و"ابو هاجر العراقي" تحدثا عن موضوع خلاف السنة والشيعة. وقال ان "ابو هاجر" قال ان السنّة والشيعة يجب ان يتوحدا في قتال عدوهم الاميركي، اما "ابو فضل المكي" فقال ان السنّة والشيعة من الافضل ان يتوحدا بدل الصراع بينهما. وقال انه حضر لقاء في "بيت ضيافة" في الخرطوم حضره احمد عبدالرحمن الحمداني عالم سوداني والشيخ النعماني الاخير لديه مكتب ايراني في الخرطوم يتولى الاشراف على تحويل السنّة الى المذهب الشيعي. وقال ان اعضاء في "القاعدة" حضروا ذلك الاجتماع وان النقاش فيه تناول تدريب اعضاء في "القاعدة" لدى الشيعة. وقال ان "ابو طلحة السوداني" و"سيف الاسلام المصري" اخبراه عن ذهابهما الى جنوبلبنان للتدرب عند "حزب الله". وقال ان "ابو جعفر الطيار المصري" ذهب معهما الى لبنان ومعه "سالم المصري" و"سيف العدل". وقال انه ذهب في احدى المرات الى منطقة في الخرطوم حلة كوكو مع المقدم في الجيش السوداني عبدالباسط حمزة و"ابو هاجر العراقي" حيث كانت تُجرى اختبارات على خلط اسلحة تقليدية واسلحة كيماوية. ونقل عن مسؤول سوداني ان هدف الاختبارات ضرب المتمردين الجنوبيين بقيادة جون قرنق. واضاف ان "ابو هاجر العراقي" قال له ان "القاعدة" تساعد الجبهة القومية الاسلامية في هذه الاختبارات. وسأله الادعاء عن علاقة "القاعدة" ب"الجماعة الاسلامية" المصرية. فقال انهما كانا تبادلان المساعدة لتحقيق اهداف كل منهما. وقال ان الشيخ عمر عبدالرحمن كان يرأس "الجماعة الاسلامية" ثم خلفه "ابو طلال المصري" ابو طلال القاسمي. وقال ان "ابو ياسر المصري" رفاعي طه المسؤول في "الجماعة الاسلامية" كان حلقة الوصل بين التنظيمين. وقال ان "ابو ياسر" شكا من اعتقال الشيخ عمر عبدالرحمن في اميركا وضرورة الانتقام له. واضاف ان اي عمل لم يحصل. وتحدث عن علاقة ل"القاعدة" مع جماعات اسلامية عدة لدى كل منها ممثل في "القاعدة": "الجماعة الاسلامية" الجزائرية وكان المسؤول عنها قاري السعيد، ومع "الجماعة الاسلامية المقاتلة" الليبية برئاسة "سيف الليبي" ومعه "ابو جعفر الليبي"، و"ابو أنس الليبي" و"حنظلة الليبي" و"قادر الليبي"، ومع جماعة من اليمن الجنوبي برئاسة "سيف الاسلام اليمني"، ومع "طلائع الفتح" المصرية برئاسة "الأمير" "عبدالمعز أيمن الظواهري"، و"جماعة الجهاد السورية" برئاسة "ابو مصعب السوري" الذي قال ان شعره احمر اللون. وقال ان اختصاص "ابو مصعب السوري" كان تدريب الناس على القتال بالسلاح الابيض.