يعقد المنتدى البرلماني الاوروبي - المتوسطي اجتماعاته يومي الخميس والجمعة المقبلين في بروكسيل للبحث في وسائل تفعيل خطة الشراكة الاوروبية - المتوسطية التي تباطأت وتائرها السياسية والاقتصادية من جراء الصعوبات التي تعترض عملية السلام وتصورات التعاون الاقليمي. ويخشى الجانب الاوروبي انفلات النقاشات بين النواب وتركزها على الصراع العربي - الاسرائيلي خصوصاً ان الاجتماعات تبدأ بعد ان يكون الاسرائيليون اختاروا ارييل شارون رئيساً جديداً للحكومة. ويشارك في اجتماعات المنتدى نواب من البلدان الاوروبية والمتوسطية، اعضاء مسيرة برشلونة، فيما لم يعرف حتى الآن امكان مشاركة سورية ولبنان في اعمال هذه الدورة. وكان البلدان قاطعا اجتماعات وزراء خارجية بلدان الشراكة الاوروبية - المتوسطية في منتصف تشرين الثاني نوفمبر الماضي في مرسيليا. وتمهيداً لنقاشات المنتدى البرلماني، صادق النواب الاوروبيون على تقرير يشدد على ضرورة "اعطاء نفس جديد لمسيرة برشلونة"، من خلال تقوية دور الاتحاد في عملية السلام وتشجيع مبادرات التعاون. وقالت مصادر مسؤولة ان الزيارة التي سيقوم بها رئيس المفوضية رومانو برودي لكل من الاردن وسورية ولبنان استكمالاً لجولته في منتصف الشهر الماضي على بلدان شمال افريقيا، وتهدف بشكل خاص الى دفع البلدان العربية على اقامة تعاون اقليمي في ما بينها. وعقب ديبلوماسي عربي بأن المسؤولين الاوروبيين اقتنعوا باستحالة التعاون بين البلدان العربية واسرائيل في ظل غياب الحل السلمي "لذلك فإن الاتحاد يتجه نحو دفع البلدان العربية في المغرب والمشرق العربيين على اقامة مشاريع مشتركة في ما بينها" يمكن ان يساهم في تمويلها البنك الاوروبي للاستثمار. وينتقد التقرير الذي وافق عليه النواب الاوروبيون يوم الخميس الماضي انتهاكات حقوق الانسان في بلدان جنوب شرق الحوض المتوسطي. ويأسف المقرر عضو البرلمان الاوروبي سامي نائير الحزب الاشتراكي الفرنسي لأن ابرام اتفاقات شراكة بين الاتحاد الاوروبي وهذه البلدان "لم يحل دون تدهور اوضاع حقوق الانسان" في بعضها. ويشجع التقرير مبادرات الشراكة والتعاون بين الجماعات المحلية والمنظمات غير الحكومية وممثلي المجتمع المدني عبر المنطقة الاوروبية - المتوسطية. وفي اشارة هي الاولى ضمن الادبيات الرسمية لخطة الشراكة، دعم البرلمان الاوروبي فكرة ادماج اليمن في مسيرة برشلونة. وذكر في التقرير ان "هدف تعزيز قيم التعددية في اليمن سيتحقق من خلال مشاركة اليمن بصفة مراقب" في الخطة الاوروبية - المتوسطية، وتبذل الديبلوماسية اليمنية جهوداً مكثفة منذ اكثر من عامين من اجل تأمين مقعد لصنعاء تحت المظلة الاقليمية للشراكة "ولو بصفة مراقب". وينتظر ان ترفع توصيات البرلمان الاوروبي الى المجلس الوزاري للبلدان الخمسة عشر.