غلبت الترتيبات البروتوكولية على زيارة وزير الداخلية الفرنسي دانيال فايان للجزائر أمس. اذ استقبله، وعلى غير العادة في مطار هواري بومدين الدولي، الأمين العام للداخلية الجزائرية محمد قنديل، وليس نظيره السيد يزيد زرهوني. وأفادت مصادر جزائرية أن انتداب موظف بدل الوزير لاستقبال فايان جاء ردا على استقبال مماثل حظي به زرهوني خلال زيارته باريس مطلع السنة الماضية. لكن الوزيرالفرنسي أبدى رغبة في تجاوز هذه الاعتبارات "الشكلية" وقال ان لزيارته الجزائر طابعا "سياسيا وعمليا في آن. وسأدرس مع المسؤولين الجزائريين كل ما من شأنه المساهمة في تحسين العلاقات بين بلدينا" مشدداً على أنه "ليس ثمة أي موضوع يحظر الخوض فيه". وبدأ الوزير الفرنسي محادثاته عصرا مع المسؤولين الجزائريين، وفي مقدمهم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. كما التقى زرهوني. وعلم ان هذه المحادثات شملت عددا من القضايا، خصوصا تلك المتعلقة بالانعكاسات الأمنية لقرار متوقع من السلطات الفرنسية يلغي التعقيدات القنصلية امام الجزائريين وإقامتهم في فرنسا. وتؤكد مصادر جزائرية رفيعة المستوى أن المسؤولين الفرنسيين حريصون على "وضع حد للخلافات و سوء التفاهم، من اجل فتح مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية". كما ان الجزائر، من جانبها، تسعى الى الحصول على دعم فرنسي للتأثير في القرار الأوروبي في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية. وضمن هذا الإطار لاحظت "وكالة الأنباءالجزائرية" الرسمية أن زيارة فايان "تندرج في إطار محاولات البلدين تأسيس ديناميكية جديدة للعلاقات الثنائية والتي كان بدأها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة"، خلال زيارة لفرنسا في منتصف حزيران يونيو الماضي. على صعيد آخر، تلقى بوتفليقة، أمس، اوراق اعتماد السفير الإيراني الجديد سيد محمد رضا موالي زاده، وذلك في حضور الجنرال المتقاعد العربي بلخير مدير الديوان في الرئاسة وعبدالعزيز زياري الوزير المنتدب المكلف الجالية الوطنية والتعاون الجهوي وعبداللطيف رحال المستشار الديبلوماسي لرئيس الجمهورية.