زار وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بيتر هين الجزائر امس لساعات. وأجرى محادثات مع عدد من المسؤولين الجزائريين. وهذه المرة الأولى التي يقوم فيها مسؤول بريطاني على هذا المستوى بزيارة رسمية للجزائر منذ عشر سنوات. وكان في استقبال هين في مطار هواري بومدين السيد عبدالعزيز زياري، الوزير المنتدب المكلف الجالية الجزائرية في الخارج والتعاون الجهوي. وتوقعت مصادر رسمية أن تُعطي الزيارة "دفعاً جديداً" للعلاقات الثنائية. ورأت ان العلاقة بين البلدين، على رغم قِدمها، "لم تبلغ المستوى الذي يطمح اليه الشعبان". وتقول مصادر جزائرية ان الجزائر تأمل بتعاون أمني بريطاني لمكافحة نشاط الجماعات المتطرفة الناشطة على أراضيها. وقال هين في تصريح لدى وصوله أن "بريطانيا تقيم علاقات متينة مع الجزائر". وأعرب عن أمله في تعزيز هذه العلاقات في كل المجالات. ورأى ان "الجزائر بلد مهم في المنطقة". وأبدى إهتماماً "بتعزيز العلاقات الإقتصادية والسياسية والثقافية وفي ميادين أخرى". وأكد نية حكومة توني بلير "اقامة صداقة وطيدة بين الشعبين الجزائري والبريطاني". وقال: "كانت بيننا في الماضي صداقة متينة. ويشرفني المساهمة في عودة هذه الصداقة والعمل على تعزيزها". وقال أن زيارته تهدف إلى إعطاء العلاقات الجزائرية - البريطانية "بُعدها الحقيقي"، إذ ان "البلدين تربطهما علاقات منذ 500 سنة". و سجل "الحضور الكبير" للشركات البريطانية في الجزائر حيث تنشط في قطاع الطاقة. واعتبر المسؤول البريطاني أن "الجزائر ستكون من دون شك شريكاً مهماً في المنطقة الحرة الأوروبية - المتوسطية التي تفتح أفاق سوق جيدة لمجموعة تعدادها 700 مليون نسمة". وتحدث هين عن الوضع الداخلي في الجزائر، مبدياً تقدير الحكومة البريطانية لحصيلة فترة تولي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مقاليد الحكم. وقال "ان التطورات التي حدثت منذ السنة الماضية مشجعة". وكانت الجزائر تتهم في السابق السلطات البريطانية بالتساهل مع ما تصفه ب "القواعد الخلفية للجماعات الإسلامية المسلحة" النشطة في لندن وبعض المدن الأخرى. وزادت العلاقة بين البلدين تدنياً مع دعم حكومة بلير طلب إيفاد لجنة دولية للتحقيق في المجازر سنة 1997 . كذلك عرفت العلاقات الديبلوماسية بين البلدين نوعاً من الفتور مع تولي بريطانيا في النصف الأول من 1999 رئاسة الإتحاد الأوروبي، إذ إضطر وزير الخارجية الجزائري السابق السيد أحمد عطاف إلى إلغاء زيارته للندن بسبب موقف بريطانيا داخل مجموعة الإتحاد الأوروبي. وشهدت العلاقات بين البلدين نوعاً من الإنتعاش قبل أسبوع حين وصف وزير الخارجية البريطاني روبن كوك اللقاء الذي جمعه بالرئيس بوتفليقة في القاهرة على هامش القمة الإفريقية - الأوروبية، ب"بداية حسنة من شأنها ان تسمح بتطوير فعلي للعلاقات بين البلدين". وينحصر مجال التعاون حالياً بين البلدين في قطاع الطاقة. إذ تعمل شركات نفطية بريطانية منذ سنوات في الجزائر، وبينها "بريتيش بتروليوم" و"أموكو" و"لاسمو". وتربط هذه الشركات عقود كبيرة مع الشركة النفطية الجزائرية "سوناطراك". ومعلوم أن الجزائر وقعت في كانون الأول ديسمبر 1995 عقداً مع مؤسسة "بريتيش بتروليوم" قيمته ثلاثة بلايين دولار.