التزمت دمشق الصمت بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي كولن باول أن الرئيس بشار الأسد وافق على وضع أنبوب النفط السوري - العراقي تحت رقابة الأممالمتحدة. وأكد الوزير أمس أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى حشد اجماع على برنامج معدل للعقوبات المفروضة على العراق، قبل القمة العربية التي ستعقد في عمّان الشهر المقبل. في الوقت ذاته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أن هناك حاجة إلى "نظام ذكي" للعقوبات، يحمي المدنيين في العراق من أذى العقوبات الاقتصادية ويحول دون "تهديد العراق جيرانه". وشدد على أن نظام العقوبات "تجاوزه التاريخ". وكان فيدرين يتحدث في مؤتمر صحافي بعدما عقد اجتماعات ثنائية في بروكسيل أمس مع كل من باول ونظيره البريطاني روبن كوك، تناولت المشكلة العراقية، وذلك على هامش الاجتماع الاستثنائي الذي عقده وزراء خارجية حلف الأطلسي. ورأى الوزير الفرنسي "تطوراً متزايداً في اتجاه رفض الحظر في صفوف الرأي العام في كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا"، وقال رداً على سؤال ل"الحياة" إن فرنسا "لاحظت باهتمام التصريحات التي أدلى بها الوزير باول والوزير كوك" في شأن الحاجة لمراجعة العقوبات المفروضة على العراق". وزاد فيدرين ان نظام العقوبات "تجاوزه التاريخ، وهناك حاجة إلى نظام ذكي يتجه نحو المستقبل". وعقد وزراء خارجية حلف الأطلسي اجتماعاً، هو الأول الذي جمعهم مع نظيرهم الأميركي كولن باول، وركز على الوضع في البلقان ومستقبل الدفاع الأوروبي، خصوصاً مسألة قوات التدخل السريع التي يعمل الاتحاد الأوروبي لانشائها، وكذلك مشروع "الدرع الصاروخي الدفاعي". وقال باول إن الولاياتالمتحدة "معنية بالدفاع عن ترابها وعن الحلفاء والأصدقاء". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الوزير الأميركي قوله في بروكسيل بعد اختتامه جولته الأولى على الشرق الأوسط، ان سورية وعدت بوضع الأنبوب الذي ينقل النفط العراقي تحت مراقبة الأممالمتحدة، لتحاشي حصول أي خرق للعقوبات. وقال باول إن هذا الاجراء سيتيح للمنظمة الدولية مراقبة الصادرات النفطية العراقية ووضع عائداتها في إطار برنامج "النفط للغذاء". وأوضح أن الرئيس بشار الأسد أكد له ثلاث مرات خلال محادثاتهما أول من أمس أن بلاده لا تريد خرق العقوبات المفروضة على العراق. وأضاف: "الرئيس السوري قال لي رداً على طلبي إن مشروعه يقضي بوضع أنبوب النفط وما ينقله والعائدات التي يؤمنها تحت نوع الرقابة المطبقة على العناصر الأخرى في نظام العقوبات، والأمر يتعلق بإعلان مهم جداً من جانبه، وأبلغنا هذه المعلومات إلى الرئيس جورج بوش الذي أعرب عن ارتياحه". وفي سياق مساعي واشنطن ل"تعديل" الحظر على العراق، أوضح مسؤول أميركي رافق باول في رحلته من دمشق إلى بروكسيل، ان الولاياتالمتحدة قد ترفع بعض تحفظاتها عن 1600 بند في العقود التي قدمها العراق للجنة العقوبات. وأكد ما كشفته مصادر غربية ل"الحياة" أن "تعديل" نظام العقوبات يعني "تشديد القيود على أسلحة الدمار الشامل والسلع العسكرية، وتخفيفها على السلع المدنية". من جهة أخرى، وصل إلى الرياض بعد ظهر أمس الشيخ محمد صباح السالم الصباح وزير الدولة للشؤون الخارجية الكويتي، وقابل الملك فهد بن عبدالعزيز ثم ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وصرح بان زيارته "عادية" لنقل تحيات أمير الكويت وولي عهده إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده. وأفادت مصادر كويتية انها في إطار جولة على عواصم دول مجلس التعاون بعد توليه منصبه الجديد. ولاحظ مراقبون أن زيارة الوزير الكويتي تجيء إثر إعلان السعودية قبل يومين تأييدها "إعادة النظر في الحظر المفروض على العراق وايجاد طريقة تزيل معاناة الشعب العراقي".