} نجح الحلفاء الاطلسيون في بروكسيل امس، في اظهار وحدة موقفهم، خلال اللقاء الاول لكولن باول مع نظرائه في الحلف. وبدوا متفقين على سياسة موحدة في البلقان، فيما اكد باول ان الحلفاء يدركون اهمية مشروع "الدرع الصاروخي" المثير للجدل. عقد وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي اجتماعاً استثنائياً من أجل تبادل وجهات النظر مع الوزير الأميركي كولن باول الذي زار بروكسيل للمرة الأولى امس، منذ توليه مهامه في الشهر الماضي. و تركزت المحادثات على مستقبل الدفاع الأوروبي وقوات التدخل السريع التي يحاول الاوروبيون تشكيلها في غضون عامين. كذلك بحث الوزراء في انعدام الاستقرار في المنطقة العازلة بين صربيا واقليم كوسوفو وقرروا تقليص حجمها. واكد باول لنظرائه ان الولاياتالمتحدة ستظل ملتزمة الامن في البلقان، وقال: "ذهبنا الى هناك سوية، وسننسحب سوية"، مذللاً بذلك خلافات حول انسحاب مبكر للاميركيين تحدث عنه الرئيس جورج بوش وقوبل بامتعاض من الحلفاء الاوروبيين. إلا أن موضوع البحث الابرز في الاجتماع كان مشروع الدرع الصاروخي الاميركي الذي تسود في شأنه خلافات بين الأوروبيين وبين بعضهم والولاياتالمتحدة، ويثير جدلاً واسعاً وردود فعل سلبية لدى حلفاء آخرين وقوى نووية مثل روسيا والصين. وقال باول ان الاوروبيين ابدوا تفهماً لاهمية المشروع، فيما اكد الامين العام للحلف جورج روبرتسون على التزام الدول المشاركة في الاطلسي بوحدته. وابلغ خبير أوروبي "الحياة" ان الإدارة الأميركية مصممة على تنفيذ مشروعها وتتركز جهودها على "التحديات التكنولوجية والكلفة المالية والموعد الزمني لتنفيذ المراحل الأولى من الدرع الصاروخي" الذي يهدف الى تزويد الولاياتالمتحدة شبكة من أنظمة الرادارات والانذار المبكر لرصد أي هجوم نووي قد يستهدف اراضيها، وتفجير الصواريخ المهاجمة في الفضاء البعيد. وكانت تقارير أولية توقعت تنفيذ المرحلة الأولى من "الدرع" بحلول 2003، إلا ان فشل التجارب الأولى أجل الموعد إلى 2006. وتتركز المرحلة الأولى على نشر النظام الصاروخي الموجه لرصد الهجمات التي قد تستهدف الاراضي الأميركية انطلاقاً من دول تسميه الادارة الأميركية "مارقة" مثل ايران و العراق و كوريا الشمالية. وتحتاج المراحل الإضافية إلى موعد أطول لحاجات التطور التكنولوجي، لأن الدرع يفترض فيه حماية الولاياتالمتحده من عشرات الصورايخ ذات الرؤوس المتعددة. ويثير المشروع ردود فعل سلبية من جانب روسيا والصين اللتين تريان فيه انتهاكاً للاتفاق الثنائي الأميركي - الروسي المبرم عام 1972 بشأن حظر نشر الأسلحة الباليستية في كل من البلدين. وقد يكون المشروع الجديد حافزاً لاستئناف سباق التزود أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية، ما يهدد اتفاقات "ستارت" بشأن خفض عدد الصواريخ الاستراتيجية. وفي وقت يميل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى تفهم دوافع الادارة الأميركية، يجد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في المشروع خطراً على التوازن الاستراتيجي التقليدي، فيما تحذر المانيا التعليق عليه. إلا أن برلين ستلحق بركاب الولاياتالمتحدة مثلما تفعل تقليدياً في قضايا الدفاع والأزمات الاقليمية. و سيعمق مشروع الدرع الصاروخي الخلافات بين البلدان الأوروبية مثلما يعمق الهوة الفاصلة في مجال التكنولوجيا المتقدمة بين المؤسسات في القارتين.