حذر قيادي في حزب "المؤتمر الوطني الشعبي" السوداني المعارض أمس من اقدام السلطات السودانية على إعدام الزعيم الاسلامي الدكتور حسن الترابي، وقال إن حزبه تلقى معلومات عن مناقشات داخل مؤسسات مهمة في البلاد تناولت الموضوع. في غضون ذلك شهدت ثلاث جامعات سودانية حالاً من التوتر أمس، وطوقتها الشرطة المدججة بالسلاح تحسباً لتظاهرات ينظمها مؤيدو الترابي، المعتقل منذ توقيع حزبه مذكرة تفاهم مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق. وأبلغ المستشار السياسي للأمين العام بالنيابة للمؤتمر الشعبي عمر ابراهيم الترابي "الحياة" في لندن أمس ان الحزب تلقى معلومات تفيد ان اجتماعات لجهاز الاستخبارات العسكرية ومجلس الأمن الوطني، طرحت خيار تقديم الترابي إلى محاكمة سريعة تنتهي بإصدار قرار باعدامه. وقال إن "رأيين برزا، يتجه احدهما الى اصدار الحكم وتنفيذه ويتحدث الثاني عن اصدار الحكم ثم اصدار قرار رئاسي بتحويله الى السجن المؤبد". وهذه ليست المرة الأولى التي يتردد فيها حديث عن اعدام الترابي أو اصدار فتوى تبيح قتله، لكن القيادي في الحزب، وهو احد اثنين وقعا مذكرة التفاهم مع حركة قرنق في جنيف، قال إن حزبه يملك معلومات تفصيلية عن آراء قادة الحكم، وخص منهم نائب الرئيس نائب الترابي السابق علي عثمان محمد طه. وأوضح ان الدعوات الى اصدار أحكام بالإعدام شملت أيضاً ثلاثة قياديين في الحزب هم وزير الدولة للدفاع السابق عمر عبدالمعروف وإمام مسجد رئاسة الجمهورية المسؤول الأمني السابق في الحزب الحاكم الصافي نورالدين وصديق الأحمر. وتابع ان معلومات تسربت من وزارة العدل أفادت ان الرئاسة طلبت من الوزارة درس امكان تقديم الترابي ومساعديه الى محاكمة، لكن "دراسة الوزارة توصلت الى عدم وجود أدلة تسوغ أي محاكمة". لكن رئيس القطاع السياسي المناوب في الحزب الحاكم أحمد عبدالرحمن محمد وصف اتهامات قادة "المؤتمر الشعبي" الحكومة بالتخطيط لإعدام الترابي بأنها "بلا أساس". وقال ل"الحياة" إن "الحكومة تعمل لتأسيس دولة المؤسسات والقانون، وستقدم كل من تثبت مخالفته القانون الى القضاء". إلى ذلك، قال صديق نجل الترابي الأكبر ل"الحياة" إن وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين وافق أمس على طلب أسرته ادخال "أشياء شخصية" إلى والده في المعتقل، موضحاً ان الغرفة التي يحتجز فيها الترابي داخل سجن كوبر في مدينة الخرطوم بحري "تضم سريراً فقط"، وان والده يخضع لحبس شبه انفرادي، وحرِم حتى من التلاوة الجماعية للقرآن الكريم مع المعتقلين.