الجزائر - "الحياة"، ا ف ب - نشرت الصحف الجزائرية ان 27 اسلامياً قتلوا في اليومين الماضيين في مواجهات مع القوات الحكومية، فيما اعتبر رئيس الحكومة علي بن فليس ان بلاده تتعرض ل"حملة مسعورة"، داعياً إلى "اسماع صوت الجزائر" في الخارج. وأفادت "وكالة الانباء الجزائرية" الرسمية ان بن فليس دعا سفراء الجزائر وقناصلها، خلال منتدى عقد في العاصمة، الى "الشعور بالمسؤولية" والى "تحسين صورة الجزائر" في العالم. وقال بن فليس ان "حملة صحافية مسعورة" تطاول "المؤسسات الدستورية في البلاد، ومن بينها الجيش الوطني الشعبي"، في اشارة الى تعليقات الصحافة، خصوصاً في فرنسا، على نشر كتاب "الحرب القذرة" الذي يتهم فيه الضابط الجزائري السابق حبيب سوايدية الجيش بارتكاب مجازر في حق المدنيين. وأثار صدور الكتاب ردوداً عنيفة في فرنسا حيث طالبت مجموعة من المثقفين بتشكيل لجنة تحقيق دولية، وكذلك في الجزائر، حيث قوبل بتشكك كبير بسبب "المعلومات العديدة الخاطئة والتي لا أساس لها من الصحة". وكان سفير الجزائر في فرنسا محمد غوالمي وصف في مقابلة مع شبكة "ال. سي. اي" الفرنسية كتاب سوايدية بأنه "تدجيل". على صعيد آخر، افادت صحف جزائرية ان محمد اسماعيل، احد الناشطين في مجال حقوق الانسان، اوقف الجمعة الماضي في مطار وهران 450 كلم غرب العاصمة لدى عودته من رحلة الى باريس، لكنها لم تشر الى اسباب هذا التوقيف. ونشب خلاف بين محمد اسماعيل المسؤول الاقليمي في الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان منذ سنوات مع احد رؤساء البلديات في ولاية غليزان يدعى الحاج فرقان يشتبه في انه أمر واشرف على اعدامات الاسلاميين من دون محاكمة. ويبدو ان اسماعيل التقط صوراً لعملية نبش مقبرتين جماعيتين عثر عليهما في الولاية نفسها، حسبما افادت "كوتيديان دوران" التي اضافت ان القضاء اصدر في حق الناشط مذكرة توقيف. لكن لم يصدر أي تأكيد من الجهات الرسمية. وعلى الصعيد الأمني، أفادت صحيفة "الوطن" ان الجيش الجزائري قتل خلال عملية تمشيط واسعة 19 إسلامياً مسلحاً من "كتيبة الاهوال" التابعة ل"الجماعة الاسلامية المسلحة" في جبال الزكار قرب عين الدفلى 160 كيلومتراً غرب العاصمة. واستخدم الجيش، المدعوم بعناصر من الوطنيين مدنيون مسلحون والشرطة والدرك، مروحيات و"تظاهر" بالانسحاب من المنطقة لاستدراج الاسلاميين المسلحين، ثم لم يلبث ان عاد بسرعة ليفاجئ المسلحين الذين خرجوا من مخابئهم. وفي معسكر قتل ثمانية إسلاميين مسلحين ينتمون الى "الجماعة الاسلامية المسلحة" السبت. وبدأ الجيش هذه العملية في الثامن عشر من الشهر الجاري بعد اغتيال راعيين حسبما اوضحت الصحيفة. وذكر ان ثلاثة اشخاص قتلوا في انفجار في الاغواط. واستهدف الاعتداء الذي نسب إلى الاسلاميين محطة للحافلات يقصدها المجندون الشبان. وقالت الصحف إن معظم المصابين من العسكريين. وأفادت الصحف ان عسكريين قتلا الخميس وجرح خمسة آخرون في انفجار قنبلة في بوغني في ولاية تيزي وزو منطقة القبائل 100 كلم شرق العاصمة. ومنذ مطلع الشهر الجاري قتل اكثر من 220 شخصاً، بينهم 142 اسلامياً مسلحاً، في اعمال عنف، بينما قتل اكثر من 420 شخصا منذ مطلع السنة، استناداً إلى معلومات الصحف والبيانات الرسمية. وزار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، أمس، في ظل تعزيزات أمنية مشددة جداً، عدداً من المناطق النائية والريفية في ولاية المدية 90 كلم جنوب العاصمة والتي كانت مسرحاً لأعمال العنف والتي أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص خلال شهر رمضان الماضي فقط. وتفقد بوتفليقة الذي رافقه وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني عدداً من المناطق التي شهدت أعمال العنف مثل إقامة ثانوية قطيطين حيث قتل 21 شخصاً على يدي "الجماعة الإسلامية المسلحة".