سامبيت، جاكرتا - أ ف ب، رويترز - أعلن الرئيس الاندونيسي عبد الرحمن وحيد أمس انه سيرسل وحدات عسكرية خاصة الى بلدة سامبيت في جزيرة بورنيو التي وصل اليها وفد من كبار مسؤولي الأمن الاندونيسيين، بعد مقتل 400 شخص في أعمال عنف عرقية شهدتها الجزيرة على مدار اسبوع، فيما استمر رجال العصابات يمرحون برماحهم في الشوارع من دون رادع، واتسع نطاق هجماتهم ليصل الى العاصمة الاقليمية بالانكارايا، حيث أحرق عناصر من قبائل الداياك منازل غادرها مهاجرون. ونقلت وكالة "انباء الشرق الاوسط" المصرية عن وحيد قوله، في كلمته في قمة "مجموعة الثماني الاسلامية" في القاهرة: "سمعتم عن الاضطرابات التي وقعت فى كاليمنتان الجنوبية، لكن الاوضاع ستشهد تحسناً. هناك صراع بين المحليين والوافدين من السكان ما يحتم ارسال قوات خاصة اندونيسية. لذلك تساءل البعض لماذا نرسل قوات خاصة الى تلك المنطقة؟ والجواب لأن هناك حاجة ضرورية الى ذلك". ونقلت صحيفة "جاكرتا بوست" عن الرئيس الاندونيسي انه حذر مجدداً من ان بلاده تواجه خطر التفتت بسبب سياسيين يعملون على تقويض حكمه. وتزامن كلام وحيد مع وصول وفد امني الى سامبيت في بورنيو الواقعة على بعد 750 كيلومتراً شمال شرقي جاكرتا، في اول رد جاد من الحكومة المركزية على اعمال العنف بين السكان الاصليين من الداياك والمهاجرين من جزيرة مادورا الواقعة قبالة جاوة، والتي أدت ايضاً الى نزوح آلاف الاشخاص. ويقود الوزير سوسيلو بامبانغ يودهويونو الوفد الذي يضم ايضاً الاميرال ويدودو وآخرين، في جولة على البلدة النهرية التي شهدت معظم اعمال العنف. وقال يودهويونو للصحافيين "إن الاولوية القصوى لانقاذ الارواح، وينبغي استخدام قوات الجيش والشرطة التي نشرت في صورة فاعلة، للسيطرة على الوضع واعادة الامورالى طبيعتها"، وهو ما اعتبر انتقاداً للنفوذ الذي يتمتع به مسلحو الداياك في معظم انحاء البلدة. وتصاعدت سحب الدخان من اماكن عدة عبر اقليم كاليمنتان من دون ان يتضح هل هناك هجمات جديدة. وقال مسؤولون محليون إن العدد المؤكد للضحايا هو 270 قتيلاً، على رغم ان وكالة "انتارا" الرسمية للأنباء قالت ان نحو 400 شخص قتلوا وفقاً لمعلومات حصلت عليها. واشار احد الكهنة الى ان الحصيلة قد تكون اكبر بكثير، وان الداياك مصممون على طرد جميع المادوريين من المنطقة. وقد قطعت رؤوس الكثر من الضحايا ونُهبت واحرقت عشرات المنازل. وحول سامبيت تعرضت مساكن المهاجرين ايضاً للنهب والدمار ولجأ المادوريون المذعورون الى مبان حكومية يحرسها الجيش. وأفادت وكالة "انتارا" ان مباني كثيرة للمهاجرين في بالانكارايا عاصمة اقليم كاليمنتان اضرمت فيها النار، ما أثار مخاوف من احتمال انتشار العنف. وأجلى الجيش الاندونيسي فجر أمس زهاء الفي لاجىء من مدينة سامبيت. يذكر ان اعمال العنف اندلعت الاحد الماضي، اذ بدأ مئات من الداياك، وهم مسلحون بالسواطير والحراب، بمطاردة جميع المادوريين في المنطقة، المتهمين بعدم احترام التقاليد المحلية، خصوصاً أن مركزهم الاجتماعي الارفع يغذي، مشاعر الضغينة. الى ذلك، نظم نحو اربعة آلاف من انصار وحيد مسيرات في شوارع جاوة الشرقية أمس مستأنفين الاحتجاجات على محاولات عزله، بعدما وبخه البرلمان في شأن فضيحتين ماليتين.