قصة: بيان صفدي رسوم: علي المندلاوي كانت الفراشات تذهب في اللّيل المُظلم، لا شيء يؤنسها، فمرّة تنام على الجدران، ومرّة اخرى تنام على الارض... أو الاشجار. وظلّت الفراشات زمناً تبحث عن صديق في هذا الليل... صديق معه يطيب السّهر والفرح. رأت الفراشات شمعةً في احد البيوت، فأسرعت نحوها. كانت الشمعة تبعثُ بضوئها في جميع الجهات، بينما تسيل قطرات الشّمع على الجانبين، وتقدّمت إحدى الفراشات باستحياء. قالت الفراشة: - هل تسمحين لنا بالجلوس إلى جانبك؟ فأجابت الشمعة: - لماذا أيّتها الفراشة؟ قالت الفراشة: - اللّيل أسود، ونحن نحبّ السّهر. أجابت الشّمعة. - حسناً، ولكنّني وحيدة أيضاً، فالأطفال يقرأون دروسهم، والدّنيا صامتة حولي.. إفعلي من أجلي شيئاً يا فراشات. أجابت الفراشة: - سنفعل شيئاً حتّى تكوني سعيدةً. ومنذ ذلك اليوم... بدأت الفراشات ترقص حول الشّمعة. صادرة عن "دار الآداب" للصّغار