نيويورك - أ ب - عرض الإدعاء في قضية تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في شرق افريقيا سنة 1998 على هيئة المحلّفين في محكمة مانهاتن الفيديرالية مقابلة أجرتها شبكة التلفزيون الأميركية "سي. ان. ان" مع أسامة بن لادن المُتهم بأنه "مهندس" عملية تفجير السفارتين. ووصف إبن لادن في المقابلة التي أُجريت في آذار مارس 1997، الولاياتالمتحدة بأنه "ظالمة، مجرمة ومستبدة". وإبن لادن مطلوب في قضية تفجير السفارتين. وتعرض الولاياتالمتحدة خمسة ملايين دولار لمن يرشد عنه ويُساعد في تقديمه الى العدالة. وبدأت محاكمة أربعة متهمين في قضية السفارتين أمام محكمة مانهاتن في الثالث من كانون الثاني يناير الماضي. وعرض الإدعاء في الأسابيع القليلة الماضية عدداً من الشهود الذين أكدوا ان إبن لادن هو زعيم تنظيم "القاعدة" الذي يزعم المدعون انه منظمة إرهابية ضخمة. وقال إبن لادن في المقابلة من "سي. ان. ان" ان المدنيين الأميركيين ليسوا معذورين من المسؤولية "كونهم اختاروا هذه الحكومة وصوّتوا لها على رغم معرفتهم بجرائمها في فلسطين ولبنان والعراق ودول أخرى". وأضاف ان الجهاد ضروري "لإبعاد الأميركيين من البلدان المسلمة". وتم عرض الشريط على هيئة المحلّفين قبل استدعاء الإدعاء شاهدين جديدين. وكان الشاهد الأول عميل مكتب التحقيق الفيديرالي "أف. بي. آي" دانيال كولمان الذي وصف عملية دهم نُفّذت ضد منزل المتهم وديع الحاج في نيروبيكينيا يوم 21 اب اغسطس 1997. وقال كولمان ان أجهزة كومبيوتر وديسكات وأشرطة تسجيل والآت نسخ صُودرت من المنزل. أما الشاهد الثاني فكان المغربي لحسين خرشتو الذي وصف تفاصيل التحاقه بتنظيم القاعدة وتطوعه للقتال في افغانستان ضد الحكومة الشيوعية في 1991. وتعرّف المغربي على المتهم محمد الصادق عودة في القاعة، قائلاً انه التقاه في أحد مخيمات التدريب التابعة ل "القاعدة". وأضاف انهما تدرّبا معاً، ولكن لا يذكر اختصاص عودة. وأشار الشاهد الى انه ذهب لاحقاً الى مخيّم حيث تعلّم فن المراقبة على يد علي محمد، وهو مواطن أميركي كان في السابق يتولّى تعليم الجنود الأميركيين في القوات الخاصة على مبادئ الإسلام وثقافته. وعلي محمد معتقل حالياً في الولاياتالمتحدة، وهو أقر بذنبه في إطار اتفاق مع المدعين الأميركيين بهدف تخفيف فترة سجنه. وبدا ان شهادة المغربي تتقاطع مع شهادات أدلى بها علي محمد في إطار اتفاقه مع المدعين في 20 تشرين الأول اكتوبر الماضي والتي قال فيها ان إبن لادن أوفده في نهاية 1993 لاستكشاف أهداف محتملة أميركية وبريطانية وفرنسية واسرائيلية في نيروبي. وفي هذا الإطار، قال المغربي انه انتقل الى نيروبي في تشرين الاول اكتوبر 1993 للتدرّب على قيادة الطائرات بهدف الإشراف على عمليات تنقّل إبن لادن، إضافة الى مشاركته أعضاء آخرين في "القاعدة" كانوا يتولون مساعدة أشخاص يُقاتلون قوات الأممالمتحدة في الصومال. وأضاف ان عناصر "القاعدة" ساعدوا مجموعة في الصومال كانت تُخطط لتفجير مُجمّع تابع للقوات الدولية. لكنه أضاف ان مؤامرة التفجير "لم تنجح". وقال الشاهد مراراً انه نقل الاف الدولارات من "القاعدة" في السودان الى كينيا لانفاقها هناك. وتحدث المغربي عن مرة وصل فيها محمد مع شخصين آخرين تعلّما معه فن التجسس. وقال انهم قاموا بالفعل بعمليات مراقبة وتجسس في كينيا. وكان محمد قال في اعترافاته ان ابن لادن طلب منه اعداد ملفات مدعّمة بخرائط وصور للسفارة الأميركية ومبنى وكالة التنمية العالمية والمبنى الزراعي الأميركي والمركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في نيروبي. وبدا الشاهد المغربي مؤكداً كلامه، إذ شهد انه ذهب ومحمد الى المركز الثقافي الفرنسي. وقال المغربي ايضاً انه استطاع في إحدى المرات ترتيب إطلاق ثلاثة أعضاء في "القاعدة" اعتقلوا في كينيا بعدما عُثر على جواز مزوّر مع أحدهم. وأوضح انه دفع ثلاثة الاف دولار للإفراج عنهم. وقال ان وديع الحاج حلّ لاحقاً محلّ واحد من هؤلاء. ووقف الشاهد ودل على الحاج الذي كان جالساً في قاعة المحكمة. ويواجه الحاج وعودة عقوبة السجن مدى الحياة في حال إدانتهما. أما المتهمان الآخران محمد راشد داود العوهلي 24 سنة وخلفان خمس محمد 27 سنة فإنهما يواجهان عقوبة الإعدام إذا دينا.