قتل خمسة اشخاص وجرح خمسة آخرون، على الأقل، في تبادل لإطلاق النار واشتباكات بين قوات الأمن والجيش وأنصار الحزب الحاكم في اليمن من جهة، وبين أنصار "التجمع اليمني للاصلاح" و"التنظيم الوحدوي الناصري" من جهة ثانية، في أخطر تطور للمواجهة بين الجانبين منذ اغلاق مراكز الاقتراع لانتخابات المجالس المحلية والاستفتاء على التعديلات الدستورية يوم الثلثاء الماضي. ودان مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية اغتيال ثلاثة من قوات الأمن وجرح خمسة آخرين، بينهم مدنيون، خلال عملية فرز الأصوات في مركز انتخابي في منطقة عانز مديرية الحيمة الخارجية التابعة لمحافظة صنعاء. واتهم المصدر عناصر تنتمي الى "تجمع الاصلاح" بتنفيذ الحادث، مشيراً الى استنفار لقوات الأمن والجيش في معظم المناطق والمراكز الانتخابية تحسباً لحوادث مماثلة "في ضوء معلومات عن تحركات لعناصر متطرفة تستهدف رجال الأمن وأنصار المؤتمر" وحمل المصدر "تجمع الاصلاح" مسؤولية هذه الاعمال "العدوانية". وفي هذا السياق، اتهم "التجمع" "عناصر ارهابية" تنتمي للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام باغتيال أحد المرشحين المستقلين من اعضائه في مديرية القفر في محافظة إب هو فيصل الدُّمه ظهر امس بعدما استدرجته عناصر "مؤتمرية"، حسب بلاغ صحافي للامانة العامة ل"التجمع"، إلى مقر "المؤتمر" في المديرية اثر اعلان فوزه. واتهم "التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري" المعارض عناصر في اللجنة الأمنية والحزب الحاكم باغتيال أحد أعضائه في منطقة رداع محافظة البيضاء المرشح المستقل أحمد جرعون بعد تقدمه على مرشح "المؤتمر" بنحو 700 صوت لعضوية المجلس المحلي للمحافظة، إذ أصيب بطلقات في ظهره أثناء خروجه من أحد مراكز الفرز وقتل في الحال. وتحدثت أوساط قبلية في محافظة إب عن سقوط قتيل ثالث في حادث انتخابي في مديرية النادره، إلا أن المصادر الأمنية والحزبية لم تؤكد الخبر. وجاء سقوط قتيلين من مرشحي المعارضة خلال عملية فرز الاصوات بعد يومين من الانتخابات، ليعكس خطورة الحملات والاتهامات المتبادلة بين الحكم والمعارضة. وفي ضوء النتائج الأولية لفرز الأصوات مني الحزب الاشتراكي اليمني بفشل كبير لمرشحيه في معظم دوائر الشمال، وبسقوط غير متوقع لمرشحيه في عدن وبعض الدوائر الجنوبية والشرقية، فيما أكد مصدر في الاشتراكي ل"الحياة" ان مرشحي الحزب في محافظات أبين والضالع وشبوه ولحج حققوا نتائج جيدة في ضوء ما انجزته لجان الفرز حتى بعد ظهر امس. وأكدت مصادر في "المؤتمر الشعبي العام" ل"الحياة" ان مرشحي الحزب حققوا نتائج وصفتها بأنها "مذهلة وكاسحة" على مستوى البلاد، بالإضافة إلى حصول التعديلات الدستورية على غالبية الأصوات في الاستفتاء. وأعلن "التجمع اليمني للاصلاح" نتائج أولية أكد فيها فوز 813 من مرشحيه على مستوى الجمهورية من أصل 4062 مرشحاً، وفوز 145 من أنصاره من أصل 913 مرشحاً دفع بهم كمرشحين مستقلين. لكن التوقعات تشير إلى أن "المؤتمر" سيحصد نحو 70-80 في المئة من المجالس المحلية يليه "التجمع" والمستقلون ثم الحزب الاشتراكي اليمني، وأحزاب المعارضة الأخرى. كما تظهر أن التعديلات الدستورية ستحظى بتأييد 70 في المئة على الأقل من أصوات الناخبين. وكانت احزاب "المؤتمر" و"تجمع الإصلاح" والحزب الاشتراكي والتنظيم الوحدوي الناصري والأحزاب الحليفة لها تبادلت الاتهامات ب"ممارسة خروقات وأعمال تزوير واعتداءات" ضد المرشحين والناخبين".