نفذ العاملون في قطاع النقل العام في فرنسا، اضراباً تسبب باضطرابات متعددة وباختناقات في حركة السير أمس، فيما سادت القطاع العام الفرنسي عموماً حال من الاستياء المتصاعد حيال حكومة ليونيل جوسبان. وأدى الاضراب الى تراجع الحركة على الخطوط المختلفة ل"المترو" الى عشرة في المئة تقريباً، فيما توقفت الحركة تماماً على خطوط القطارات التي تربط باريس بالضواحي، وتراجعت الحركة في خطوط الحافلات بنسبة 50 في المئة. واكتظت شوارع باريس صباحاً بالسيارات التي اختار اصحابها استخدامها للوصول الى أماكن عملهم، كما امتلأت الأرصفة بالمشاة الذين لم يجدوا وسيلة اخرى للتنقل. واختار البعض ملازمة منازلهم، خصوصاً ان ادارة قطاع النقل العام تعهدت تزويدهم رسائل تؤكد ان اضراب العاملين لديها هو الذي حال دون بلوغهم مراكز أعمالهم. ويطالب المضربون بتحسين ظروف عملهم وبزيادة عددهم ودفع اجورهم، وذلك بعد يومين تقريباً على التحركات التي قام بها موظفو الادارات العامة في مختلف المناطق الفرنسية، مطالبين باجراءات لرفع قدرتهم الشرائية. وكانت المفاوضات التي دارت بين الممثلين النقابيين لموظفي الادارة العامة ووزير الادارة العامة ميشال سابان، انتهت من دون أي نتيجة، بعد تمسك الأخير برفض أي زيادة اضافية على أجور هؤلاء. وفي غضون ذلك، يشهد قطاع التعليم العام بدوره اضرابات متقطعة، للمطالبة برفع الاجور وتحسين ظروف العمل. وتثير هذه التحركات الارباك لحكومة جوسبان الاشتراكية، خصوصاً أنها تسبق الانتخابات البلدية التي ستشهدها فرنسا في آذار مارس المقبل. لكن الارباك الفعلي الذي تواجهه الحكومة الفرنسية مرده الى ان هذه التحركات تبدد الصورة التي عمل جوسبان على ترسيخها عن نفسه على مدى السنوات الماضية، باعتباره الشخصية القادرة على تحقيق نجاح مؤكد حيث فشل أسلافه وتحديداً الحكومة اليمينية التي ترأسها آلان جوبيه.