حاولت مراراً منذ بداية شهر رمضان المبارك أن أشاهد ولو حلقة واحدة من حلقات برنامج قناة "أم بي سي" المنسوخ تحت اسم "من سيربح المليون". ولم أوفق. ولكنه الله لطف بي بعد نهاية الشهر المعظم، إذ أتاح لي مشاهدة الحلقة التي بثت مساء 30 كانون الأول ديسمبر الماضي. أقول البرنامج المنسوخ لأن محاولة مقارنته بأصله المنقول عنه، تعتبر ظالمة في كل شيء. فالنسخة العربية قامت على التقليد المعيب. فمقدمها الزميل الإذاعي جورج قرداحي تمثل بكريس تارنت مقدم النسخة الأصلية في الأسلوب وطريقة الجلوس امام الضيوف واضعاً ساقاً على ساق أو ضاماً أصابعه فوق فمه، أو حتى في ترداده العبارات نفسها أو في استخدام الشعار البريطاني الأصل والجمل الموسيقية المصاحبة لفترة البث. حتى عند تقديمه الشيك بالقيمة المؤجلة أو النهائية الى الضيف المتسابق كان يلتزم حرفياً طريقة المقدم البريطاني. فهل أتحدث أيضاً عن إشارته الى الفقرات الإعلانية الفاصلة بين الفقرات، أم في هذا الكفاية؟ وهنا أسأل: لمَ لمْ تلجأ فضائية "أم بي سي" الى النوعية نفسها من الإعلانات التي كانت تبثها بين فقرات الحلقة؟ هل لأنها مكلفة أم لأن القناة الأصلية البريطانية سمحت لها فقط بتأجير الفكرة أسابيع، وبحق تقليد مقدم الحلقات كريس تارنت من دون حق استنساخ الأفكار الإعلانية عربياً؟! أما عن الأسئلة التي فرزها الكومبيوتر للفنان محمد صبحي وللفنانة منى واصف وللمطرب محمد عبده... فحدث ولا حرج. فقد وصل الاستخفاف بالضيوف وبالمشاهدين إلى حد تقليد الإجابات الاختيارية، حتى التطابق في نهايات الكلمات، كما تفعل حلقات البرنامج الأصلي. فهل يعقل ان تكون معظم الأسئلة في مجال تخصص كل منهم؟ وهل يصدق أحد ان قناة "أم بي سي" التي تعد أولى الفضائيات العربية حضوراً في الساحتين العربية والأوروبية، لا تملك مقومات إعداد برنامج تثقيفي على مقدار من الاحترام والتقدير. وأنها تستسهل الأمر باللجوء الى الاستنساخ؟ ويا ليتها طبخت وجبة حلوة المذاق. أطرف ما يقال هنا إن الكومبيوتر قدم سؤالاً عويصاً جداً جداً!! للفنان محمد عبده يقول: ما هي الأشياء الموسيقية التي كانت خمسة وجعلها زرياب ستة؟ هل هي أفكار أم أوتار أم أشجار أم أمتار؟ وبالطبع أجاب المطرب الكبير أنها الأوتار لكنه أضاف مؤكداً! "إنها كانت أربعة أوتار وجعلها زرياب خمسة"!! ولا تعليق. يشفع جزئياً للقائمين على أمر هذه الفضائية الذين وافقوا على استنساخ هذا البرنامج أن الهدف منه كان إنسانياً في المقام الأول، إذ تبرع كل متسابق بما حصل عليه من مكافأة مالية لواحدة أو أكثر من الجمعيات الخيرية والخدمية التي لها صلة مباشرة بالناس، واحتياجاتهم في بلده.