«ماهو الأصلي وماهو التقليد؟»، بعنوان ظريف نجح علاء رمزي وفريق عمل يضمه بإنتاج برنامج يدور حول الملكية الفكرية وبحسب رؤاهم، إذ إن برنامج (مش أصلي) هو نوع من النقد الفني الساخر، الذي يهدفون من خلاله إلى القضاء على ظاهرة التقليد الفني، لنعود للريادة من جديد، ويكررون رسالتهم في كل حلقة: «نكن الاحترام للجميع». أولا: يستخدم فريق البرنامج مصطلح «نحت» و«منحوت»، ويقصدون «تقليد» و«مقلد»، وحتما ليس ذنب المغني حين تكون الأغنية مقلدة، أو الكليب منحوتا، إنما هو ذنب الملحن والموزع أو مخرج الكليب، وقد ذكر المقدم في إحدى الحلقات، أن هناك ألبوما لفنانة تركية إنتاج 2001 «نحت» بالكامل لصالح فنانين عرب متفرقين من موزعين وملحنين، والملاحظ من مشاهدتنا أن النحت متبادل بين بعض فناني العرب وتركيا واليونان بالنسبة للألحان، فبينما تجد ألحانا عربية مقلدة من أعمال ليست عربية، تجد ألحانا عربية ومن فترات زمنية مختلفة، نحتت أيضا في غيرها من البلاد، ويحسب لمعدي البرنامج اختيارهم لأجود عمليات التقليد، من إجمالي أكبر بكثير من الأعمال المقلدة، وتدقيقهم وذكرهم للمعلومات الكافية حول العمل، ونقصد هنا: الأسماء وتواريخ الإنتاج، مما يسهل البحث خلف معلوماتهم، ويعطي قيمة توثيقية لما يقدمون. البرنامج يعرض يوميا مما يدل على استمرارية تدفق المادة المقدمة، مدة الحلقة حوالي نصف ساعة وكل حلقة تتضمن أربع فقرات رئيسية، لا تتسع المساحة لتفصيل شرحها، هي بالترتيب فقرة (كليبين مش أصلي)، (لحنين مش أصلي)، (أصلي تم تقليده)، (رنيم وجمل لحنية مش أصلية). وللتنويه.. تسمية الفقرات افتراضية من المحرر اعتمادا على مضمون كل فقرة. ومن متابعتنا لإثني عشر حلقة متتالية نجد أسماء تكررت في فقرة (كليب مش أصلي)، مثل المخرجين سعيد الماروق في كليب مع أصالة، وهادي الباجوري مع سميرة سعيد ونوال الزغبي، أما فائق حسن ووليد نصيف فالاثنان مع ماجد المهندس في أغنيتين مختلفتين، وتكرر في الفقرة الثانية بشكل ملفت اسم الموزع ناصر الأسعد وتكرر عاصي الحلاني كملحن وغيرهم، وتوجد أسماء تكررت في الأصلي ومش أصلي مثل الفنان عمرو مصطفى وعمرو دياب، أما أسطورة التلحين العربي بليغ حمدي فكان (أصليا) دائما في البرنامج.. وكثير من ألحانه وجمله النغمية يتم تقليدها حول العالم، ولكن لن ينسى محبو الأغنية السعودية جملة فوزي محسون الشهيرة من لحن (عشقته) والتي (نحتها) بليغ حمدي في المقدمة الموسيقية للحنه لسيدة الغناء العربي أم كلثوم. وبقي أن نقول إن البرنامج من تقديم خالد حمزاوي، ورنيم الفنان الشاب ضيف مؤثر ودائم على البرنامج، وقد أثبت بعوده أن مذهب أغنية (بحب الناس الرايقة) منحوت منحوت منحوت يا ولدي، أما علاء رمزي فهو من ابتكر الفكرة المميزة ويخرجها تلفزيونيا بنفسه. وجدير بالذكر هنا أن كلمات وألحان وتوزيع وغناء المقدمة ل«تاكي»، وهي عمل جميل، يعبر بكلماته عن روح البرنامج، وبتوليفة موسيقية (غربية) استخدم فيها تاكي نغما شرقيا، وكأنه تعمد وضع نموذج للاقتباس الفني المبدع وليس مجرد النحت المقلد الفارغ، وأغنية النهاية التي استمد منها عنوانه هي كلمات دمها خفيف لحازم الأشقر قام بتوزيعها إكرامي عبده. ويغنيها ملحنها شريف عبدالمنعم، ويقول أول مقاطعها: مش غنوة ولا اتنين، بنشوفهم منحوتين، ونقول مش أصليين راح فين الفن يا ناس، نسمع ونشوف لحنين، بالمللي متشابهين ولا نعرف دا بتاع مين، ونقول الله وخلاص