يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس في السادس والعشرين من الجاري زيارة رسمية الى الهند هي الاولى من نوعها منذ اعتلائه عرش البلاد. وذكر بيان رسمي ان الزيارة تأتي بدعوة من الرئيس الهندي كوشريل رامان. ومن المقرر ان يتوقف الملك محمد السادس في دولة الامارات العربية المتحدة والبحرين خلال الزيارة التي تأتي بعد ايام قليلة من آخر زيارة قام بها الى الهند الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، لكن مصادر رسمية في الرباط اكدت ان الزيارة ترمي الى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، بخاصة بعد تعليق الهند اعترافها بجبهة "بوليساريو" العام الماضي. وابرم البلدان خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي الى الهند صيف العام الماضي اتفاقات عدة لتعزيز التعاون. الى ذلك، يبدأ الوسيط الدولي في نزاع الصحراء جيمس بيكر زيارة الى منطقة الشمال الافريقي مطلع الاسبوع الجاري تشمل المغرب والجزائر ومركز تجمع "بوليساريو" في تيندوف، بهدف درس التطورات الراهنة واستمزاج وجهات نظر الاطراف المعنية حيال المقترحات الاخيرة للامين العام للامم المتحدة كوفي انان لجهة اقرار خطة بديلة للاستفتاء في حال موافقة الاطراف المعنية، او العودة الى الاستفتاء في حال تعذر الاتفاق. وتأتي زيارة بيكر قبل عشرة ايام من نهاية الولاية الحالية ل"مينورسو" التي ترعى وقف اطلاق النار والاجراءات ذات الصلة بالاستفتاء. وكان مجلس الامن الدولي طلب الى المغرب و"بوليساريو" تقديم مقترحات عملية حول ما يعرف بصيغة "الحل الثالث" التي تقضي بمنح الصحراويين صلاحيات في ادارة الشؤون المحلية تتلاءم والقوانين الدولية، لكن رفض الجزائر و"بوليساريو" الصيغة المقترحة سيجعلها تواجه صعوبات. وحسب مصادر ديبلوماسية فإن الرد المغربي على المقترحات قد يكون تأثر بدوره بذلك الرفض. ويقول مسؤول مغربي: "اننا نتعاون مع الاممالمتحدة باعتبارها المحاور الاساسي، وليس منطقياً ان نقدم اجابات نهائية امام استمرار رفض الطرف الآخر". لكن الوسيط بيكر الذي سبق له ان زار المغرب والجزائر سراً الشهر الماضي اثر اندلاع ازمة تهديدات "بوليساريو" ضد رالي باريس - دكار سيبحث في تذليل الصعوبات امام استمرار مساعي الاممالمتحدة. ويراهن اكثر من طرف على انه قد يتمكن من ذلك انطلاقا من معاودة تمديد ولاية ال"مينورسو" ثلاثة اشهر جديدة وان كانت جبهة "بوليساريو" اعلنت اخيراً انها لم تعد تلتزم وقف اطلاق النار، وصدرت تصريحات عن قياديين في الجبهة تحدثت عن "خطة لإثارة قلاقل في المحافظات الصحراوية وفي مناطق اخرى لضرب السياحة والاستقرار". لكن المغاربة يقللون من شأن تلك التهديدات ويرون ان الموضوع يتعلق بالتزام التعاون مع الاممالمتحدة او رفضه علناً. بيد ان مشاركة المغرب في مؤتمر قمة دول الساحل والصحراء التي استضافتها الخرطوم اخيرا زادت في رسوخ الاعتقاد بان القارة الافريقية تحولت ساحة صراع ديبلوماسي بين المغرب والجزائر، بخاصة وانها المرة الاولى التي تشارك فيها الرباط في اجتماع افريقي بهذا المستوى منذ انسحابها من منظمة الوحدة الافريقية عام 1984 اثر اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية". وثمة من يرى في انضمام المغرب، الى جانب مصر وتونس ونيجيريا، الى ذلك التجمع خطوة لاحتواء الموقف الافريقي وايجاد مخرج للدول الافريقية قد يكون بديلا عن تعليق عضوية "الجمهورية الصحراوية" في منظمة الوحدة الافريقية.