لا تمرّ مناسبة عامة، ك"عيد العشّاق" أخيراً، إلاّ يسبقها إنذار بانتشار فيروس ما، كفيروس "الحب" Love في اليوم المذكور، فضلاً عن الفيروسات التي تتكاثر يوماً بعد يوم. وليس لل"هاكر" hacker، أي العابث، كما تعرّف به مصادر عدّة، أي علاقة بهذا الموضوع. وباتت الصحافة، عموماً، تستخدم هذه الكلمة لتشير إلى أنواع مختلفة من صنّاع السوء في العالم الإلكتروني. فصانع الفيروس يتعمّد إلحاق الأذى، فيما "العابث" لا تتجاوز أعماله مستوى المزاح الثقيل، و"السَمِج" أحياناً. شاب يافع بهي الطلّة، من جهابذة التكنولوجيا، يجلس أمام شاشة كومبيوتر. يرمقها بنظرة تحدٍّ فيها شيء من الإغواء. فجأة، يطقطق أصابعه ويشرع في "العزف" على لوحة المفاتيح. وفي غضون 10 ثوانٍ ترتسم ابتسامة الرضا على محيّاه لأنه نجح في تخطي العوائق ودخول النظام "المنيع". وفي هذه اللحظة بالذات... تتراخى الأيدي المشدودة على مساند كراسي السينما ويمسح الحضور العرق المتصبّب، متنفّساً الصعداء. "لقد نجح الصبي!" ولكن، يبدو أن ما نشاهده في الأفلام السينمائية لا يمتّ الى الواقع بصلة، بدليل ما حدث في موقع "ويب" الخاص بشركة "مترو غولدْوين ماير"، MGM، السينمائية، العملاقة والشهيرة بشعار الأسد الذي يزأر مرتين. فعام 1995، وإثر عرض فيلم "هاكرز" Hackers، للمخرج إيان سوفْتلي، تعرّضت الصفحة المخصّصة للفيلم في موقع الشركة للعبث، بحجة أساءته الى سمعتهم وخلوّه من أي حبكة وافقتاره إلى الإبداع. وقد شوّهوا ملصق الفيلم، في الصفحة، بأن "أنّثوا" وجه البطل بحلقة في الأذن وأحمر الشّفاه، و"ذكّروا" وجه البطلة بلحية كبيرة. ثم بعث "العابث" المجهول برسالة يعتذر فيها عن فعلته، ويدعو الشركة إلى استخدام الصفحة لترويج الفيلم. ولا تزال "مترو غولدْوين ماير" تحتفظ، إلى الآن، بالصفحة المعبوث بها وكل التفاصيل الأخرى. ومن أعمال ال"هاكرز" الأخيرة نجاح جماعة، يُعتقد أنها من مناوئي العولمة، في سحب معلومات سرية عن الأغنياء وأصحاب النفوذ الذين اشتركوا، أواخر كانون الثاني يناير، في المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية. وحصلوا على معلومات وأرقام بطاقات ائتمان تعود الى شخصيات عالمية بارزة، منها: الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، ورئيس مايكروسوفت بيل غايتس، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. واتّخذت إدارة الملتقى التدابير اللازمة لتعطيل البطاقات. كذلك، استطاع عابثون آخرون أن يجعلوا صفحة الاستقبال لموقع "البنك المركزي المصري" سوداء اللون، عليها نص أحمر باللغة البرتغالية، فضلاً عن عناوين إنترنت في البرازيل. ومما جاء في النص: "ها ها ها، هل ما زلتم تظنون أن البرازيليين حمقى...؟". يُذكر أن نُظماً مهمة عدّة تعرّضت في السابق للاختراق، ومن أخطرها: نظام البنتاغون، موقع بريد "هوت مايل" لمايكروسوفت، نظام "وسترن يونيون" للخدمات المالية السريعة عبر العالم. من هم العابثون؟ تنقسم الجماعات، التي درجت العادة على تسميتهم "هاكرز"، أربع فئات أساسية، بحسب ما جاء في مصادر عدّة في الشبكة: العابثون، Hackers، أو جهابذة البرمجة. يعلمون بكل خبايا الكومبيوتر وبواطن الشبكات. ويمكنهم "تعليم الأجهزة الرقص والغناء، إن أرادوا ذلك". وثمة تعريف يرفّعهم عن عمل السيّئات إلى مستوى طالبي المعرفة. فهم "يكتفون بدخول النُظم بحثاً عن أخطاء وثغر فيها... ولا تسمح لهم أخلاقياتهم بالعبث بالبيانات غير السجلات الضرورية لمحو آثارهم". المتسللون "كراكرز"، Crackers. يدخلون النُظم عن طريق كسر كلمات السر، بالتجربة والخطأ. فهم لا يتمتّعون بمعرفة كافية بالمعلوماتية. مجلمهم من المراهقين الماكرين الذين يسعون إلى إثبات الذات بتدمير النُظم والعبث بالبيانات. "سايفر بانكس"، Cypherpunks. أسياد حل الشيفرات السرية وفك ترميزاتها. وأخيراً، "فريكرز"، Phreakers. خبراء في استخدام الهواتف وخطوطها بطرق جهنّمية. وقد يطلب صاحب شركة ما من أحد العابثين اختراق نظام شركته لاختبار مناعته وقدرة وسائله الأمنية. وثمة مواقع في الشبكة تعود الى عابثين يقدّمون عبرها خدماتهم ويعرضون وظائف "عبث" شاغرة وبرواتب مغرية جداً. ومن الناحية الاجتماعية، يبدو أن هؤلاء الناس مثال للتفاني في العمل. يعيشون على إيقاع خارج عن المألوف. فبعضهم يستيقظ وقت العشاء وينام بعد الفطور. وقبل أن تتدنّى أسعار الكومبيوترات الشخصية كانوا يتناوبون على العمل من جهاز واحد مشترك. لمزيد من المعلومات عن العابثين وأعمالهم والمفردات التي يستخدمونها وسبل مكافحتهم، يمكن الاتصال بالموقعين: www.antionline.com وwww.jollyrogers.com الوصلة The Jargon File. وللبقاء على اطّلاع على مستجداتهم يمكن الاتصال بمواقع متخصّصة، من مثل www.hackersnews.com، أو التسجيل في معظم مواقع البحث. مواقع إنترنت ذات صلة: www.mgmua.com/hackers www.hackers.com www.2600.com ز. م.