الرياض - السعودية حربنا المشرفة ضد إسرائيل حدثت عام 2006 حين تعرضت لهجمات إلكترونية من مبرمجين عرب دمروا أكثر من 700 موقع إلكتروني انتقاماً من غزوها للبنان.. وحينها أتت أكبر الهجمات من السعودية والمغرب، في حين أتت أكبر الهجمات الإسلامية من تركيا وإيران بعد ثلاثة أيام فقط من بدء الحملة العسكرية.. ومقالنا اليوم لا يتحدث عن الحروب الإلكترونية ذاتها (خصوصاً أنني سبق وتحدثت عنها في مقال تجده على الإنترنت بعنوان الجهاد الإلكتروني) بل عن تاريخها ونشأتها ومخاطرها المحتملة.. فالقرصنة الإلكترونية يقابلها في اللغة العربية هاكرز وهاكر hacker) hackers,) هي أنسب تصريف للكلمة الإنجليزية (Hack). والكلمة بمفهوم الانترنت تعني "مخترق" و"متسلل" و"عابث" يجول عبر الشبكة وينشر الفوضى في كل نظام وجهاز يستطيع اختراقه! والقرصنة الإلكترونية إفراز طبيعي لظهور الإنترنت ذاتها.. فمن يصنعون البرامج نفسها يكونون هم الأقدر دائماً على فضحها وتدميرها. ومن يملك موهبة البرمجة لابد ويكتشف طريقة لاختراق برامج صممها غيره. وهذا يعني أن ظهور القراصنة أمر حتمي ومتوقع وبديهي في أي مجتمع توجد به خدمة إنترنت وشبكات كمبيوتر داخلية.. والطريف أن كلمة Hack تعني في الاصل (تقطيع وفرم) ولم تكن تحمل أي معنى تقني قبل ظهور الانترنت. وحتى أواخر الستينات لم تكن الكلمة تشير الى أي نشاط سيئ أو مخالف للقانون؛ فصفة الهاكرز أطلقت لأول مرة على مجموعة من الطلبة من معهد ماساتشوستس للدلالة على شبقهم في سبر أغوار الكمبيوتر. ثم في الثمانينيات التصقت بفئة من المبرمجين المخربين ممن ينشرون الفيروسات ويخترقون الأنظمة ويدمرون الملفات.. غير أن المبرمجين الشرفاء (ممن يحافظون على المفهوم الأصلي للهاكر؛ وهو حب المعرفة وسبر أغوار التقنية) أعلنوا رفضهم إطلاق صفة الهاكر على المخالفين للقانون واتهموهم بتشويه سمعتهم!! وتعدد أنشطة المخربين على الشبكة جعل كلمة "الهاكر" لا تعبر بدقة على كل نشاط يقومون به؛ فمنهم من يكتفي بالاختراق والتلصص، ومنهم من يدمر وينشر الفيروسات، ومنهم من يسرق ويزرع المعلومات، ومنهم من يحول البيانات (والحسابات) لصالحه.. وأسوأهم؛ من يوظف مهارته لصالح جهة من الجهات! وفي عقد التسعينيات بالذات توسعت نشاطات الهكرز وسجلوا حوادث اختراق بارزة؛ فهناك مثلا هاكر يدعى ويتنك اقتحم أنظمة البنتاغون؛ ومتسلل من روسيا اخترق ملفات المخابرات الأمريكية، ومجموعة من الصين حاولت الحصول على أسرار نووية، ومبرمج من تايوان أطلق فيروس (تشرنوبل) يدمر البيانات في موعد انفجار المفاعل من أبريل في كل عام... وكانت الحكومات المتقدمة قد أدركت أهمية الانترنت في اختراق انظمة الدول المنافسة؛ فأمريكا مثلاً تعاونت منذ التسعينيات مع مجموعات مدنية للهكرة (كمجموعتي Noid وMilworm) لاختراق شبكات بعض الدول.. أما منظمة حقوق الإنسان في أمريكا فلم تتردد في تشويه موقع دعائي للحكومة الصينية وتربطه بأرشيف منظمة العفو الدولية. أما إسرائيل فأصبح بإمكانها مراقبة مستخدمي الشبكة العالمية بفضل برامج إسرائيلية نالت شعبية واسعة بين المستخدمين (كبرنامج الدردشة ICQ وجدران النار بمختلف إصداراتها)... والحقيقة هي أننا في السعودية نملك أيضا مجموعات "هكرز" مدهشة وممتازة سبق لها اختراق مواقع إسرائيلية صعبة مثل سلاح الجو وشبكة الاستخبارات ووزارة الخارجية (وابحث في النت عن مجموعة أوكس عمر)!! ... وأتساءل شخصياً عن المانع من استقطاب هؤلاء القراصنة وضمهم لوزارة الدفاع أو الداخلية لإنشاء مايمكن تسميته ب"كتيبة الهجوم الإلكترونية"..