اجواء بطولة "قطر توتال فينا إلف" لكرة المضرب للسيدات، باكورة الدورات الشرق - أوسطية للاعبات المحترفات أكدت مجدداً أن الكبير في عالم الرياضة يبقى كبيراً ليس فقط بمهارته وموهبته وإنما أيضاً بأخلاقه الرياضية الحميدة وتواضعه الجم وحسن تعامله مع المحيطين به، وهذا ما أكدت عليه اميرة كرة المضرب المصنفة أولى عالمياً السويسرية مارتينا هينغيس. فما من مكان تتواجد فيه إلا وتخطف الأضواء ولا ترد أحداً "مكسور الخاطر" على رغم مئات طلبات الحصول على تواقيعهاأو التقاط الصور التذكارية معها. وهينغيس سارعت في نقل خبرتها الى لاعب قطر الأول سلطان خلفان إذ تتدرب معه يومياً، وقالت عنه إنه يتمتع بمستوى جيد ولو وجد الفرصة المناسبة للاحتراف في اوروبا سيصير من اللاعبين البارزين. اما على الصعيد الفني، فلم تبخل البطلة السويسرية على الجماهير التي شهدت مباراتها الأولى على أرض عربية و قدمت عرضاً قوياً أنهته بالفوز على الفنزويلية المتألقة ماريا فنتو 7-6 7-4 و6-1. "الكبير كبير"... هذا هو العنوان الرئيسي لليوم الرابع من بطولة قطر الدولية المفتوحة لسيدات كرة المضرب، والدليل هو الحضور الجماهيري الكبير الذي شهده لقاء المصنفة الأولى عالمياً السويسرية مارتينا هينغيس مع الفنزويلية ماريا فنتو الذي أنهته الأولى لمصلحتها 7-6 7-4 و6-1 في 75 دقيقة. وزحف نحو 3500 متفرج لمتابعة اللقاء، وهو عدد لم تعرفه مدرجات الملعب الرئيسي في مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش في الدوحة منذ سنوات طوال. المباراة جاءت ممتعة خصوصاً أن مجموعتها الأولى اتسمت بالقوة والندية والإثارة، ولم تستسلم الفنزويلية أبداً امام براعة هينغيس وعادلتها كلما تقدمت عليها قبل ان تتقدم هي نفسها 3-2، واستمرت الإثارة التي بلغت ذروتها في الشوط الثاني عشر إذ تبادلت اللاعبتان النقاط وكانت كل منهما أقرب الى الفوز الذي حسمته هينغيس لمصلحتها. وفي شوط كسر التعادل أظهرت السويسرية تفوقاً واضحاً وأنهته لمصلحتها 7-4. وفي المجموعة الثانية، ارتفع أداء هينغيس بشكل ملحوظ وقابله اجهاد واضح لفنتو التي حاولت جاهدة مجاراة منافستها ونجحت أحياناً، لكنها فشلت في الكثير من الأحيان، فآلت النتيجة للمصنفة الأولى والمرشحة للقب هينغيس 6-1. على صعيد آخر، واصلت هينغيس "دروسها الخصوصية" للبطل القطري سلطان خلفان، إذ تتدرب معه مرتين يومياً. وقد أبدت إعجابها به وأكدت أنه قادر على ان يكون من اللاعبين البارزين خلال سنوات قليلة، لو خاض تجربة الاحتراف الصحيحة. أما خلفان نفسه فأكد انه يستفيد كثيراً من هذه التدريبات "التدريب مع المصنفة الأولى عالمياً أمر مهم جداً ويفيدني كثيراً. فضلاً عن ان التوجيهات التي تصلني من والدتها المدربة الشهيرة ميلاني تساعدني على تفادي الأخطاء". وأضاف: "مارتينا لطيفة جداً ومتواضعة للغاية وهي تستفسر عن كل شيء، سألتني متى بدأت مزاولة اللعبة وهل أنا محترف أولاً... حتى نوع السيارة التي املكها أرادت ان تعرف طرازها، وهل أسرع في القيادة أو لا. بصراحة أنها فتاة ظريفة جداً ويا ليت كل الشهيرات مثلها". وكشف خلفان عن خوضه تجربة مماثلة مع الروسية انا كورنيكوفا، إذ تدرب معها في أكاديمية نيك بوليتيري في الولاياتالمتحدة الأميركية العام الماضي. لكنه اعتبر ان تجربته مع هينغيس اكثر غنى لأنها اكثر قوة، فضلاً عن ان هذه التدريبات أقيمت في بلاده، وحظيت باهتمام اعلامي كبير. واللافت أن الأضواء لم تسلط على هينغيس وحدها، وطالت والدتها التي بكت عندما سألتها "الحياة": ما هو انطباعك الأول عن قطر؟ بكت لأنها لم تجد كلمات تصف بها شعورها نحو كل هذا الحب والحفاوة والترحاب الذي تلقاه ابنتها هنا في الدوحة، وكل ما قالته: "شيء رائع... ما نلقاه هنا من ود، لم نحظ به في أي مكان من قبل". والحقيقة أن ميلاني لم تبالغ في تصوير الواقع، لأن هينغيس تعامل معاملة الأميرات فعلاً. اما على الصعيد الفني، فتوقعت ميلاني ان تفوز ابنتها باللقب والتاج الذهبي "مارتينا ازدادت حماسة بعدما عرفت ان الناس هنا ينتظرون تتويجها بفارغ الصبر، أعتقد أنها جاهزة فنياً وبدنياً لحصد اللقب والتزين بالتاج الذي يعد جائزة نادرة في عالم كرة المضرب". وأضافت: "لكن على رغم كل هذه الثقة بابنتي، فإنني أطالبها دائماً بعدم الغرور والإكثار من الثقة بالنفس لأن ذلك يعني ضياع الطموحات كلها". وعن خلافاتها السابقة مع مارتينا، قالت ميلاني: "الخلافات انتهت وكل المشكلات المعلقة حلت، وهذا هو اليوم، فما الداعي اذن ان نعاود الحديث عنها؟ عدت مدربة لابنتي وهذا هو المهم... أليس كذلك؟". مفاجآت الفردان من جانبه، تمنّى رئيس الاتحاد القطري رئيس اللجنة المنظمة علي الفردان ان تبتعد المفاجآت عن النجمات المتبقيات في البطولة، وقال: "كفانا مفاجآت من العيار الثقيل، خرجت بيرس من أول مباراة لها. وإذا كان لا بد ان تستمر المفاجآت، فلتبتعد عن هينغيس وتيستو وشيت لأننا نريد مشاهدة نصف نهائي ونهائي على أرفع المستويات الفنية". وأضاف: "لا أنكر أن اللاعبات الأخريات قدمن عروضاً قوية وممتعة تستحق الإشادة، لكن وجود أسماء لها وزنها في هذين الدورين يعطي مذاقاً خاصاً على الصعيدين الفني والجماهيري". وأعرب الفردان عن سعادته بتجاوز التونسية سليمة صفر الدور الأول، وقال "كنت اتمنى أن تستمر في المنافسات، لكن منافساتها الفرنسية ساندرين تيستو أقوى بكثير لأنها صاحبة خبرة أكبر في مثل هذه المناسبات المهمة". وكرر الفردان طلبه بضرورة الاهتمام باللاعبات العربية وتوفير المناخ المناسب لهن للتدريب، والأموال اللازمة لمشاركتهن في اكبر عدد من البطولات العالمية. وناشد الشركات الكبرى ان تهتم بهؤلاء البطلات الواعدات بالتعاون مع الاتحاد العربي، مؤكداً ان ذلك سيحسن ترتيبهن كثيراً. وعن سر تمسك هينغيس باللعب في الدوحة على رغم عدم سماح لوائح رابطة اللاعبات المحترفات بذلك، أوضح الفردان ان اللاعبة أرادت ان يسجل اسمها في أول بطولة نسائية تقام في الشرق الأوسط "وهي عملت كل ما في وسعها من أجل تحقيق هذا الهدف، وأخبرتني انها هددت رابطة اللاعبات المحترفات بعدم الالتزام بأي ارتباطات بينهما هذا العام ان لم تسمح لها بالمشاركة في قطر... وهذا تقدير كبير منها لنا". ولم يفت الفردان ان يحقق لهينغيس امنيتها بارتداء العباءة القطرية أو ما يسمى بثوب الفشل فظهرت به أول امس في بهو فندق شيراتون الدوحة المقر الرسمي لوفود البطولة. وعن خروج بيرس، قال الفردان والحزن واضح على محياه: "خروج المصنفة الثانية قد يكون لمصلحة الدورة إعلامياً، لأن اسمها سيتردد كثيراً باعتبار أن حدوث مثل هذا النوع من المفاجآت في منافساتها يؤكد قوتها". ورجح اسباب الخسارة الى معاناة عين بيرس اليسرى من الإجهاد بسبب حرارة الشمس خصوصاً أنها خضعت لعمليتين جراحيتين بالليزر فيها أخيراً! وفي المناسبة، أكد رئيس اللجنة المنظمة ان حفلة الختام ستشهد مفاجأة كبيرة لم تعرفها ملاعب كرة المضرب من قبل "أتمنى أن تصل هينغيس الى المباراة النهائية لأن ذلك سيزيد من قوة المفاجأة". وينتظر ان تكون للخيول النصيب الأكبر من هذه المفاجأة، على اعتبار ان هينغيس مولعة بها وسبق لها ان طلبت مشاهدة الخيول العربية الأصيلة التي تعرفها عن ظهر قلب لأنها تمتلك بعضاً منها.