اتفقت طهرانوانقرة على تفعيل تعاونهما الامني، عبر احياء الاتفاقات الموقّعة بينهما في هذا المجال، وجدّدت ايران عزمها على عدم السماح لعناصر حزب العمال الكردستاني بالتسلل الى أراضيها، فيما اكدت لتركيا رفع مستوى التعاون الامني. جاء ذلك في ختام المحادثات التي أجراها وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم في طهران، واعتبر الجانبان انها فتحت "صفحة جديدة" من التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي. وأوضح وزير الخارجية الايراني كمال خرازي أن البلدين لم يبرما اتفاقاً امنياً جديداً لكنهما شددا على الاتفاقات السابقة و"ضرورة تسوية حل أي مسألة من خلال التشاور والمحادثات المباشرة". وتنص تلك الاتفاقات على تشكيل لجان امنية مشتركة على مستويات متباينة، واجراء اتصالات بين القيادات العسكرية في المنطقة الحدودية بين البلدين، وايجاد الحلول العاجلة لدى مواجهة اي مشكلة طارئة. وجدد خرازي تأكيده عدم وجود اي علاقة بين طهران وحزب العمال الكردستاني التركي المحظور، وقال ان بلاده "لم ولن تدعم" الحزب في أي وقت، لكنه اوضح ان بعض عناصر الكردستاني قد يتسلّلون الى ايران نظراً الى طول الحدود المشتركة. وأكد ان بلاده "مصمّمة على عدم السماح لهذه العناصر بالتسلل الى أراضيها". وأعلن جيم ان الجانبين توصلا الى وضع الأرضية المناسبة للتعاون الامني، مضيفاً ان "رفع مستوى هذا التعاون كان احد اهداف الزيارة". ورأى ان "العلاقات بين طهرانوانقرة دخلت مرحلة جديدة، ومن الضروري درس القضايا الحساسة وفق تطلعات جديدة". وستشهد العلاقات الاقتصادية قفزة نوعية، اذ سيزداد التبادل التجاري ليصل الى بليون و800 مليون دولار سنوياً، بزيادة بليون دولار عن المعدل الحالي. وكشف جيم قراراً تركياً بالاستثمار في ايران، وقال ان انقرة قدّمت الى طهران "اقتراحات مهمة" في هذا المجال. أما خرازي فأعرب عن أمله بأن يبدأ "نقل الغاز الايراني الى تركيا اعتباراً من حزيران يونيو بعد استكمال مشروع مدّ خط الانابيب في تركيا". معروف ان الجانب الايراني أنهى مدّ خط الأنابيب في الأراضي الايرانية، فيما تأخر الأتراك في انجاز الشقّ الآخر من المشروع في اراضيهم، بعدما شهدت العلاقات بين البلدين توتراً، في ظل مخاوف طهران من التحالف العسكري التركي - الاسرائيلي.