عبرت تركيا عن استيائها من مستوى التعاون الأمني المتدني مع ايران، وذلك في رسالة بعث بها وزير الخارجية اسماعيل جم رداً على رسالة احتجاج كان ارسلها وزير الخارجية الايراني كمال خرازي اتهم فيها رئيس الوزراء بولند اجاويد بالتدخل في الشؤون الداخلية الايرانية. وأشار جم في رسالته الى استياء أنقرة من عدم تقديم طهران المستوى المنتظر من التعاون لحل المشاكل الأمنية العالقة بين الطرفين. وأكد في الوقت نفسه حرص انقرة على استمرار علاقات الجوار الجيدة مع طهران. لكنه أشار الى أن آلية التعاون الأمني واللجنة الأمنية المشتركة لا تعمل بالمستوى المطلوب، خصوصاً استمرار الدعم الايراني لعناصر حزب العمال الكردستاني وتورط بعض الجهات الايرانية بعلاقات مع حزب الله التركي وبعض الجماعات الراديكالية التركية المتحمسة بالقيام بأعمال تفجير وقتل في تركيا. وأضاف جم في رسالته ان بقاء هذه الخلافات الأمنية وعدم حلها من شأنه أن يبدد أجواء الثقة التي بدأت تخيم على العلاقات بين البلدين، اضافة الى التأثير سلباً على العلاقات الثنائية المباشرة. واختتم جم رسالته بالتأكيد على أن "الاعلام التركي يقوم بواجبه وليس من سلطة الحكومة التأثير عليه ... لأن الصحافة في تركيا حرة مستقلة". وكان لافتاً في الرسالة ربط جم ما اسماه بعلاقات طهران المشبوهة مع الجماعات الاسلامية في تركيا واستمرار دعم ايران لحزب العمال الكردستاني، وكذلك تركيز تركيا على موضوع الآلية الأمنية المشتركة التي فشلت في اخراج ما تبقى من مقاتلي حزب العمال الكردستاني من الأراضي الايرانية. وجاءت الاتهامات الموجهة لايران بدعم الجماعات الاسلامية في المرتبة الثانية. وذكرت مصادر في الخارجية التركية ل"الحياة" ان الجانب الايراني يتقاعس عن تقديم العون اللازم للجنة الأمنية المشتركة لأداء وظيفتها وهي التأكد من خلو الأراضي الايرانية القريبة على الحدود التركية من عناصر "الكردستاني". وأشارت المصادر نفسها، الى فشل هذه اللجنة في تحقيق نتائج مشابهة لما حققته اللجنة الأمنية المشتركة مع سورية. من جهة أخرى أشار رئيس الأركان العسكرية الفريق أول حسين كفرك اوغلو الى أن على تركيا الا تبقى صامتة ازاء خلافاتها الأمنية مع الجيران لأن صحتها لن يأتي بنتيجه. ولكنه رفض التعليق على ماهية رد الفعل المنتظرة تجاه ايران واكتفى بالقول بأن هذا الأمر حساس للغاية.