اعتبر رئيس وزراء اسبانيا خوسيه ماريا أثنار أن "من العبث أن نخسر ما أنجز في عملية السلام من مكتسبات حتى الآن"، مشيراً إلى أنه ذكر ذلك للرئيس المصري حسني مبارك خلال محادثاتهما في القاهرة أمس. وقال أثنار، في مؤتمر صحافي مشترك مع مبارك عقب انتهاء محادثاتهما، إن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي كانا قاب "قوسين من تحقيق الاتفاق النهائي"، وكانت مصر "شاهداً استثنائياً على هذه المبادرات الاخيرة والاتفاقات". ودعا الى عدم اغلاق "الباب في وجه أي كان" وأن "لا نحكم على الاشخاص شارون استناداً إلى مواقف سابقة، وعندما تتشكل الحكومة في إسرائيل وتحدد سياساتها يمكن أن يتخذ كل منا مواقفه". ولاحظ أثنار أن ثمة "إدارة اميركية جديدة" أيضاً ينتظر العالم أن تكشف عن سياستها في المنطقة، وشدد على أن هناك عملية مفاوضات سلام مستمرة منذ سنوات ولا بد لها في وقت ما أن تتمخض عن نتيجة نهائية ومستقرة ولكنها "لا يمكن أن تمتد إلى الأبد"، محذراً من "الحروب التي لا نهاية لها"، والتي هي "أسوأ من عمليات التفاوض مهما كانت طويلة". ومن جانبه أعرب مبارك عن أمله في أن يساعد الاتحاد الأوروبي في دفع عملية السلام. وقال في رده على سؤال عن التصريحات العدوانية الصادرة من إسرائيل: "تعودنا على مثل هذه التصريحات من بعض زعماء ليكود من قبل"، مشيراً إلى تصريح لبنيامين نتنانياهو عن مصر بأنها "اعداؤنا في الجنوب" وإلى تصريحات المجموعة المتحالفة مع ليكود أخيراً من نوع "نحتل ونضرب". وأعرب مبارك عن رغبته في عدم فتح هذا الموضوع مرة أخرى "طالما انهم قاموا بإغلاقه"، ولكن "علينا أن نكون حذرين جداً وننتظر لنشاهد ماذا سيحدث بعد ذلك". واتفق مبارك وأثنار على عدم ضرورة عقد مؤتمر مدريد ثانٍ لأن "المهم الآن هو تحديد السياسات للمساعدة على التوصل إلى نتائج ايجابية"، "وهذا أهم شيء في المرحلة الراهنة"، على حد تعبير أثنار، فيما أكد مبارك أنه "لو اتبعت أسس مؤتمر مدريد لتقدمنا وليس هناك أسس جديدة نضعها لكي يعقد مؤتمر مدريد الثاني ونضيع الوقت". واستقبل كل من شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي والبابا شنوده الثالث بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية امس رئيس الوزراء الاسباني.