قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة مفاجئة وسريعة الى الرياض بعد ظهر امس التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وعقد جولة من المحادثات، استغرقت نحو 70 دقيقة، مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وأفادت مصادر مطلعة ان زيارة الرئيس الأسد للرياض استغرقت نحو ساعتين ونصف ساعة وكانت عاجلة. وكانت طائرة الرئيس السوري حطت في مطار القاعدة الجوية وسط الرياض حيث كان في مقدم مستقبليه ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي عقد معه لقاء ثنائياً مغلقاً ثم انضم اليهما وزيرا الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والسوري فاروق الشرع. ولم يعلم من المصادر الرسمية ما هي الأسباب العاجلة التي ادت الى زيارة الرئيس السوري للعاصمة السعودية في طريق عودته من البحرين الى بلاده. ولكن المصادر ذكرت ان تطورات الوضع ومستجداته في المنطقة والمخاطر المحتملة في اعقاب فوز ارييل شارون في انتخابات رئاسة الحكومة الاسرائيلية هي التي دفعت الرئيس الأسد لزيارة الرياض وتبادل وجهات النظر حولها وتقويم هذه الاوضاع، التي تنظر اليها سورية بعدم ارتياح من اجل الاتفاق على تقوية الموقف العربي وتعزيز وحدته لمواجهة المستجدات. من ناحية اخرى، أبدت أوساط سياسية سعودية ل"الحياة" ارتياحها لقرار وزير الخارجية الاميركي كولن باول زيارة دمشق خلال جولته الشرق أوسطية التي سيبدأها يوم 23 شباط فبراير الجاري. ووصفت هذا القرار بأنه يعطي دلالة على ان الادارة الاميركية حريصة على معرفة مواقف جميع الأطراف المعنية بعملية السلام وبالوضع في المنطقة. ولم يستبعد مراقبون ديبلوماسيون ان تكون الرياض هي التي اشارت للادارة الاميركية بضرورة ان تكون سورية على برنامج زيارات باول للمنطقة. واشار هؤلاء الى ان اتصالات عدة جرت بين واشنطنوالرياض خلال الأيام القليلة الماضية. وكان الرئيس السوري غادر عصر أمس دولة البحرين بعد زيارة رسمية استغرقت يومين أجرى خلالها محادثات مع أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة كما تم خلالها توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مجال التدريب المصرفي والمالي واقامة معهد في هذا المجال في سورية. ووقع مذكرة التفاهم من الجانب البحريني وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة ومن الجانب السوري وزير الخارجية السيد فاروق الشرع. ويأتي توقيع المذكرة انطلاقاً من رغبة البلدين في تعزيز وتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري في اطار اللجنة العليا المشتركة للتعاون. وتطرق أمير البحرين والرئيس الأسد في محادثاتهما إلى العلاقات الأخوية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة، وشددا على الثوابت العربية بشأن اقامة السلام العادل والشامل في المنطقة واهمية وضرورة العمل على وحدة الصف العربي واستعادة التضامن العربي للدفاع عن القضايا القومية.