ظهرت مؤشرات إجرائية جديدة في إطار النشاطات الثقافية العلنية التي شهدتها دمشق والمدن الاخرى لتنشيط مؤسسات المجتمع المدني. ولم يطرأ اي تغيير على نشاطات المنتديات التي تقام في منازل المثقفين، اذ استضاف المحامي خليل معتوق مساء امس جودت سعيد على رغم ان معتوق "لم يتمكن" اخيراً من السفر للمشاركة في ندوة في عمان. كما لم يتمكن الباحث محمد كامل الخطيب من فتح نقاش ثقافي متعدد للاجابة عن سؤال "ما هو المجتمع المدني" كان مقرراً ان يجري في مقهى "ع البال" في احد احياء دمشق القديمة، علماً ان دعوات ظهرت من مثقفين للخروج بنقاشاتهم الى الشارع. وكان الخطيب دعا عددا من المثقفين بينهم صادق جلال العظم وحنا مينا ويوسف سلمان وعبدالله حنا، لكن صاحب المقهى عادل ابراهيم "نصح بتأجيل النقاش" الذي كان مقرراً ان يكون عفويا وغير رسمي. وقال الخطيب ل"الحياة": "ان نقاشا كهذا يدعم من دون شك تيار الاصلاح في البلاد، اذ يساهم في استقطاب الناس على اسس حديثة وليس على اساس سياسي، لان الاستقطاب السياسي يعيد الاستقطاب الموجود سلفا"، مشيرا الى ان نشاطات كهذه "لا تستعدي الدولة او النظام بل تسعى الى اعادة ترتيب المجتمع على اسس جديدة". وكان خبراء اخذوا على اعضاء "الهيئة التأسيسية" في "لجان المجتمع المدني" طغيان اللون اليساري - الماركسي على خلفياتهم، وبالتالي عدم استقطابهم الشباب. وكان الرئيس بشار الاسد اشار الاسبوع الماضي الى "خلط بين مفهوم المجتمع المدني ومؤسسات المجتمع المدني" لان القول ببناء المجتمع المدني "غير واقعي" لانه يتجاهل تاريخاً حضارياً يمتد لاكثر من ستة آلاف عام"، لافتاً الى ان "المجتمعات تتطور في سياقها الطبيعي وليس من خلال مصطلحات يفرضها البعض".