بغداد - رويترز، أ ف ب - شدد الرئيس صدام حسين على احترام حرية العبادة في العراق للمسلمين والمسيحيين والصابئة، وهاجم الصهيونية التي اعتبرها "عدوة البشرية". وأفادت صحف بغداد ان صدام تعهد مساواة الصابئة المندائيين بالمسلمين والمسيحيين، وذلك خلال لقائه ليل السبت رئيس الطائفة ورموزها البارزة. وأبلغ الرئيس العراقي وفد الطائفة موافقته على بناء معبد جديد لهم "بالشكل اللائق بهذه المعاني التي ندعو اليها في العراق"، معبراً عن أمله بأن "تكون هي المعاني التي تسود في الوطن العربي، كي يشعر أبناء الأمة الواحدة، وبصرف النظر عن طوائفهم ودياناتهم، بأنهم اخوة". وقدم الوفد لصدام النسخة الأولى من الترجمة العربية لكتاب الصابئة، التي أنجزها الشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد واستغرق إعدادها 3 سنوات. وقال صدام: "ما ندعو اليه ان لا يضحك الأجنبي على العراقيين تحت غطاء الدين أو الطوائف، فيبذر في داخلهم بذرة الفرقة لا سمح الله، أو العداوة"، في اشارة الى الانتفاضة التي اندلعت عقب حرب الخليج عام 1991 في جنوبالعراق وشماله. وزاد الرئيس العراقي ان "الأجنبي وأصحاب الغرض لم يستطيعوا أن يخدعوا أو يضحكوا على العراقيين، رغم انهم حاولوا ذلك، والأجانب أخفقوا في أن يفرقوا العراقيين ويلعبوا عليهم ويخدعوهم". وبرر هذا الاخفاق بأن "جميع العراقيين ينظرون الى بلدهم بأنه واحد ويتمتعون فيه بحريتهم طبقاً لما هو مقرر لهم في الدستور والقوانين العامة". وختم بأن "الصهيونية عدوة البشرية وليس فقط العرب والمسلمين، وعدوة الديانات، في مقدم الذين حاولوا تفريق الشعب العراقي واخفقوا". وطائفة الصابئة المندائيين تحتل المرتبة الثالثة بين الطوائف بعد المسلمين والمسيحيين في العراق، ويقول مؤرخون عراقيون انها تأسست في فلسطين في القرنين الأوليين بعد السيد المسيح، ولكن اضطر اعضاؤها للفرار الى اليمن ومن هناك هاجروا الى منطقة ما بين النهرين، وطوروا شعائر خاصة بهم خصوصاً تلك المتعلقة بالتعميد. وهم يرجعون أصولهم الى يوحنا المعمدان. ويقول أعضاء الطائفة ان حوالى 80 ألفاً منهم يقيمون في العراق وأن 15 ألفاً ما زالوا في جنوبايران وهم يتحدثون اللغة المندائية. وكان الصابئة العراقيون يعيشون بين المسلمين في أهوار جنوبالعراق، حيث اشتهروا ببناء الزوارق وبأنهم أبرز النجارين في المنطقة، لكن غالبيتهم تركت منطقة الأهوار الى بغداد في الخمسينات، واعتادت حياة المدن وباتت تضم أبرز صائغي الفضة والذهب.