} كشف مصدر لبناني رسمي رفيع أمس خلفية السجال الدائر بين عناصر من الوحدة الهندية العاملة في قوات الطوارئ الدولية في جنوبلبنان، وبعض أهالي بلدة كفرشوبا ومحازبين ينتمون الى "حزب الله". وقال إن سببه "احتجاج الأهالي على سلوك القوات الدولية التي تقف مكتوفة حيال استمرار التعديات الاسرائيلية على الشق اللبناني من بلدة الغجر، اضافة الى رفضهم اقامة نقطة مراقبة متقدمة عند اطراف بلدة كفرشوبا خوفاً من لجوء الاحتلال الإسرائيلي بعد هذا التدبير، الى فرض أمر واقع يسمح له باقامة شريط شائك يمنعهم من الاقتراب من أراضيهم". بيروت - "الحياة" - أ ف ب - قال مصدر لبناني رسمي ل"الحياة" ان وفداً مشتركاً من أهالي كفرشوبا و"حزب الله" زار أخيراً قيادة القوات الدولية في المنطقة، ولفتها الى تلكؤ الوحدات التابعة لها عن القيام بأي تدبير رادع ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل تعدياته في الشق اللبناني من بلدة الغجر. وأضاف المصدر ان القوات الدولية لم تتعامل جدياً مع شكوى الأهالي، وبدلاً من ان تمنع مواصلة الاعتداءات حاولت قبل ثلاثة أيام انشاء موقع متقدم لها بالقرب من "بوابة حسن" في جوار كفرشوبا. الا ان الأهالي تصدوا لها وقطعوا عليها الطريق المؤدية الى الموقع المنوي اقامته. وأوضح ان مسؤولي القوات الدولية في المنطقة لم يتقدموا من الأهالي بتبرير يقنعهم بجدوى الموقع الجديد، خصوصاً انهم يتخوفون من ان تستغل إسرائيل التدبير الدولي هذا، وتعمد الى توسيع رقعة احتلالها المنطقة، وصولاً الى وضع شريط شائك يدفع بالجيش الإسرائيلي الى تثبيت احتلاله متجاوزاً بذلك "الخط الأزرق". وفي معلومات "الحياة" من الجنوب ان أهالي كفرشوبا، ومعهم ناشطون في "حزب الله"، منعوا أمس، وللمرة الثالثة على التوالي في غضون ثلاثة ايام، دورية تابعة للقوات الدولية من الاقتراب من الموقع الذي تود الأممالمتحدة استحداثه في المنطقة. وفي المقابل، عزت أوساط سياسية في الجنوب هذا الرفض الى منع الأممالمتحدة من تثبيت "الخط الأزرق" الذي سبق للحكومة اللبنانية ان اعترضت عليه، وطالبت بأن يتجاوزه الانسحاب الإسرائيلي الى الحدود المعترف بها دولياً. وقالت ان مجرد الموافقة قد تفسره إسرائيل تراجعاً لبنانياً عن المطالبة بالانسحاب من الحدود الدولية، مشيرة الى "الحاجة الى تذكير الأممالمتحدة بوجود مشكلة دائمة في هذه المنطقة ناجمة عن بقاء أراضٍ لبنانية تحت الاحتلال". وفي تعليق للأمم المتحدة على رد فعل الأهالي والحزب قال الناطق باسم القوات الدولية تيمور غوكسيل لمراسل ل"فرانس برس": "ان عرقلة عمل قوة الطوارئ على امتداد منطقة عملياتها أمر خطير". وأضاف: "ان وجود القوة الدولية في هذا الموقع يهدف قبل كل شيء الى مساعدة الأهالي والسماح لهم باستغلال أراضيهم في هذا القطاع، الأمر الذي كان محظوراً عليهم منذ ثلاثين عاماً، اضافة الى ان وجود المركز يساعد أيضاً القوة الدولية في سد ثغرة في جهاز المراقبة في هذا الجزء من الحدود". خرق وتحليق يذكر ان قوات الاحتلال الاسرائيلي خرقت صباح أمس "الخط الأزرق" في مزارع شبعا، اذ عبرت دورية راجلة للجنود الإسرائيليين "بوابة حسن" وصولاً الى مشارف بركة كفرشوبا، وشهرت اسلحتها على مجموعة من الصحافيين كانوا هناك. من جهة ثانية، توقفت أوساط رسمية لبنانية أمام تحليق طائرات حربية اسرائيلية ظهر أمس في الأجواء اللبنانية، عشرين دقيقة، تزامناً مع تحليق طائرات استطلاع اسرائيلية فوق منطقة الجنوب، خصوصاً في قضاءي مرجعيون - حاصبيا. ولم تستبعد الأوساط مبادرة الحكومة اللبنانية بالطلب من سفير لبنان لدى الأممالمتحدة سليم تدمري تقديم شكوى ضد إسرائيل احتجاجاً على مواصلتها خرق الأجواء اللبنانية.