عززت القوات الاسرائيلية مواقعها عند محيط بركة بعثائيل في خراج بلدة كفرشوبا، وتقدم عدد جديد من دبابات الميركافا والآليات والعناصر من داخل مزارع شبعا المحتلة الى مكان الخرق الذي احدثه العدو الاسرائيلي في تلال كفرشوبا قرب بوابة حسن، تحسباً لأي تحرك شعبي قد يحصل من أهالي كفرشوبا الذين كانوا أمهلوا الاسبوع الماضي القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) حتى أمس، لإزالة الخرق، والا فانهم سيتحركون لإزالته. وفي المقابل، وضعت قوات الجيش اللبناني و «يونيفيل» في حال من الاستعداد تحسباً لأي طارئ، وحلقت مروحيات القوات الدولية فوق الخط الازرق، فيما ذكرت اذاعة «لبنان الحر» ان «حزب الله» في حال جهوزية تحسباً لأي عدوان اسرائيلي. وتواصلت المواقف من حادثة الاعتداء على عناصر «يونيفيل» في خربة سلم السبت الماضي، واصابة 14 عنصراً منهم بجروح خلال محاولتهم مداهمة أحد المنازل على خلفية التحقيق في انفجار مستودع للذخيرة في المنطقة. وبحث أمس قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي مع قائد «يونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتسيانو الذي زاره في اليرزة، استكمال المساعي لمعالجة ذيول التعديات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية في بقعة بركة بعثائيل، ومنع العدو من تغيير واقع احتلاله لهذه المنطقة المتحفظ عنها لبنانياً. كما بحث الطرفان في نتائج التحقيقات التي جرت في خصوص الإشكالات الحاصلة في خربة سلم، وشددا بحسب موقع «قيادة الجيش» الالكتروني، على ضرورة تفعيل التعاون بين الجيش والقوات الدولية لاستكمال تطبيق مضمون القرار 1701، بما يسهل المهمات المشتركة، ويخدم الأمن والاستقرار في لبنان في شكل عام، وفي الجنوب في شكل خاص. الى ذلك، أوضح وزير الخارجية فوزي صلوخ أن «التحقيق ما زال مستمراً» في حادثة خربة سلم، معلناً أن «يونيفيل» قامت بمحاولة تفتيش أحد المنازل «ظناً منها ان الجيش اللبناني موجود في هذه المنطقة، إلا ان التنسيق الآن جار»، وآملاً «في أن يصار الى اتخاذ التدابير المناسبة الآيلة الى استتباب الوضع». وتواصلت المواقف من الاحداث الجنوبية الاخيرة، واعتبر النائب روبير غانم بعد لقائه السفير الاسباني خوان كارلوس غافو أن «مصلحة لبنان تكمن في التمسك بالقرار 1701 وتنفيذه والعمل لدى الاممالمتحدة والدول الكبرى الفاعلة لالزام اسرائيل باحترامه ووقف خروقها له»، واعتبر ان «حادثة خربة سلم يجب الا تؤثر على استمرار التعاون بين الاهالي ويونيفيل»، وتمنى ان «يبقى الحادث عرضياً وعفوياً من دون غايات لان مصلحة لبنان ومصلحة الجنوبيين تقتضي ذلك». واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض خلال احتفال في الطيبة أن «ما حصل في كفرشوبا عندما قامت مجموعة من المواطنين ومن اهلنا في كفرشوبا بإزالة الشريط الشائك وزرع العلم اللبناني وراية المقاومة في منطقة الخرق الاسرائيلي، يستدعي التحية». ودعا «الحكومة والقوى السياسية الى التعاطي بجدية اكبر مع ما يمثله هذا الخرق». وعلق فياض على حادثة خربة سلم، معتبراً أن على عناصر «يونيفيل» ان «يلتزموا بحدود دورهم وهو من الناحية التنفيذية في هذه المناطق يرتبط بمساعدة القوات الشرعية اللبنانية، وحركة يونيفل يجب ان تكون دوماً بالتنسيق مع القوات الشرعية اللبنانية». وقال: «حركة يونيفل في كل الاحوال يجب ان تحترم خصوصيات القرى وحرمات المنازل... ودور يونيفل اساساً يجب ان ينصب على مواجهة الاعتداءات والخروق والانتهاكات الاسرائيلية وفقاً لمضمون القرار 1701». وأكد مفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ محمد دالي بلطه خلال استقباله وفداً من القوة الايطالية العاملة في «يونيفيل» على «ضرورة قيام القوات الدولية بدورها كاملاً في حفظ الامن والاستقرار وتنفيذ القرار الدولي 1701 ووضع حد للخروق الاسرائيلية باتجاه الاراضي اللبنانية».