أنهى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان زيارته الى لبنان بلقاء هو الأول من نوعه لمسؤول دولي بهذا المستوى مع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وكرر في مؤتمر صحافي عقده بعد اللقاء، في مطار بيروت، اقراره بحصول خروقات اسرائيلية لخط الانسحاب من جنوبلبنان واعداً بالتعاطي معها بحزم وبإثارة الأمر مع المسؤولين الاسرائيليين. راجع ص4 وعلمت "الحياة" من مصادر لبنانية، ان أنان وبعض المسؤولين الذين رافقوه في زيارته، أبلغوا الى مسؤولين لبنانيين، خلال محادثاته في بيروت في معرض الاقرار بالخروقات الاسرائيلية للخط الأزرق الذي رسمته الأممالمتحدة، ان القيادة العسكرية الشمالية في اسرائيل هي التي تقوم بها من تلقاء نفسها ومن دون الرجوع الى القيادة العسكرية للجيش الاسرائيلي، بسبب تقدير ميداني ضيق لدى القيادة الشمالية بأن سيطرتها على بعض التلال او المسطحات مطلوب لأسباب أمنية، حتى لو كانت داخل الأراضي اللبنانية. وإذ استغرب المسؤولون اللبنانيون الذين سمعوا هذا الكلام تبرير الخروقات الاسرائيلية على هذا الشكل لأنه "لا يعقل ان تفتح القيادة الشمالية في اسرائيل على حسابها"، فإن انان وعد في مؤتمره الصحافي باطلاع مجلس الأمن الدولي على الخروقات الحاصلة. وكان نصرالله اكد انه أبلغ الى انان ان "حزب الله" لن ينتظر طويلاً معالجة الخروقات الاسرائيلية للحدود اللبنانية. وأكد بيان للحزب ان نصرالله نصح انان بالسعي الى اطلاق المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية "من دون ربط ذلك بأي قضية اخرى"، التي فهم انه يعني بها قضية الطيار الاسرائيلي المفقود منذ اواسط الثمانينات رون اراد. ووعد انان باثارة موضوع هؤلاء المعتقلين خلال زيارته الى اسرائيل. وكان الناطق الرسمي باسم القوات الدولية تيمور غوكسيل اعلن ان فريقاً من الخبراء الدوليين قام بجولة ميدانية على عدد من المناطق الحدودية لمعاينة الخروقات الاسرائيلية، بناء لطلب انان، ورفض غوكسيل تحديد هذه المناطق او المدة الزمنية للتثبت من هذه الخروقات. وأبلغ غوكسيل الى "الحياة" ان قوات الطوارئ الدولية تأمل في ان تتمكن قريباً من أن تراقب امكان حصول خروقات للحدود البحرية مع لبنان عبر تسيير بعض الدوريات في مراكب متوقعاً انتشار قوات الطوارئ في الجنوب بعد شهر. وأمل مصدر في الفريق اللبناني المكلف التثبت من انهاء الخروقات الاسرائيلية بمتابعة العمل مع الفريق الدولي اليوم بدءاً من بلدة كفرشوبا لشكوك بقضم اسرائيل مساحات من أرضها. وأكد رئيس الفريق العميد أمين حطيط ان مهمته لن تنتهي الا بالتأكد من ازالة الخروقات، فيما انصرف الفريق اللبناني امس الى درس الخرائط الحدودية وتحديد الخروقات التي سبق ان سجلها تمهيداً لمعاينتها مجدداً على الأرض، مؤكداً تقدير الفريق الدولي للأسلوب العلمي الذي يتبعه الجانب اللبناني لذلك مقراً بالبراهين التي قدمها. وشدد مصدر في الفريق على انه يعتمد على النظر في التأكد، لا على النيات الحسنة لأن المرحلة لا تحتمل الخطأ خصوصاً ان هناك 13 خرقاً ميدانياً للخط الأزرق، وثلاثة خروقات على الخرائط هي المتعلقة بالفرق بين الخط الأزرق وبين الحدود الدولية كما هي بالنسبة الى لبنان. المقصود بها النقاط الثلاث في رميش ومسكاف عام والمطلة. وقال المصدر ان هذه الخروقات على الخرائط لا تعني ان لبنان تنازل عنها في تعاطيه مع الخط الأزرق.