} طغى على السجال السياسي في ايران امس احتمال فتح ملفات جديدة ضد بعض الناشطين في التيار الاصلاحي، ما فاقم حدة الجدل بين القوى الاصلاحية والقضاء. وقد تطاول هذه الملفات وزير الثقافة المستقيل عطاءالله مهاجراني وبعض الشخصيات في حزب جبهة المشاركة. واللافت كان الاعلان عن وجود علاقة بين بعض الصحافيين المعتقلين وبين منزل حسين علي منتظري، وتلقيهم رشاوى مالية لتشويه صورة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، فيما استدعي نائبان اصلاحيان للمثول امام محكمة الثورة. تبادل رئيس المحكمة الخاصة برجال الدين محسن ايجئي اتهامات حادة مع بعض الأطراف الاصلاحية، خصوصاً "منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية" اثر حملة اطلقها الأول ضد بعض الصحافيين الاصلاحيين، متهماً بعض المسجونين منه بتلقي رشاوى لتشويه صورة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني 37 ألف دولار لكل منهم وبارتباطهم المباشر مع منزل حسين علي منتظري الخليفة المعزول للامام الخميني. وطاولت حملة ايجئي وزير الثقافة والإرشاد المستقيل عطاءالله مهاجراني الذي اتهمه الأول برصد موازنة تقدر ب250 ألف دولار لتسويق كتب بينها واحد للصحافي الاصلاحي أكبر غنجي يهاجم فيه عدداً من شخصيات النظام الاسلامي، بينها رفسنجاني. والكتاب بعنوان "السيد ذو الرداء الأحمر". وحملت مواقف رئيس المحكمة ما يشبه الإدانة لمهاجراني في حال محاكمته، وسارع الأخير الى نفي هذه المواقف التي اطلقت أثناء إلقاء ايجئي كلمة في مدينة قم جنوبطهران، ووصف الوزير المستقيل هذه التصريحات بأنها كذب، واضاف: "كان الأحرى بمسؤول يتولى منصباً قضائياً رفيع المستوى ويحكم على أرواح الناس وأموالهم ألا يصدر عنه كلام مبني على الوهم، ولو كان ما نُسب اليه غير صحيح، فإن العدل والإنصاف يدعوانه الى نفيه". وفتحت تصريحات المسؤول القضائي جبهة سياسية اخرى ضد "حزب جبهة المشاركة" و"منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية"، وهما من أهم الاحزاب والقوى الاصلاحية، اذ نقل عن الصحافي الاصلاحي المعتقل أكبر غنجي تهديده الحزبين بكشف "كل ما لديه امام القضاء اذا تقاعسا عن دعمه والمطالبة بالافراج عنه". وردت المنظمة التي يرأسها الاصلاحي اليساري محمد سلامتي مؤكدة احتفاظها بحق مقاضاة ايجئي، بعدما اتهمه غنجي بالضلوع في اغتيال أحد المعارضين للنظام "عبر إصدار الأمر بالقتل". وكان المسؤول القضائي رفض هذا الاتهام واصفاً غنجي بأنه "فاسق". منتظري وأعلن ايجئي عن ارتباط عدد من الشخصيات الاصلاحية المعتقلة بمنزل الشيخ حسين علي منتظري، وتلقي أموال من ابنه سعيد الذي اعتقل أخيراً. وأضاف ان مبالغ كبيرة دفعت الى قوى وشخصيات تعمل ضد النظام أو تكتب في الصحافة ضده، وبينها الشيخ حسن يوسف اشكوري والصحافيون غنجي وعماد الدين باقي وعلي افشاري، اضافة الى المعارض الليبرالي عزت الله سحابي. وزاد ان بعض المعتقلين "اعترفوا بتلقي مبالغ تصل الى 30 مليون تومان نحو 37 ألف دولار للكتابة ضد الرئيس السابق رفسنجاني وتشويه صورته أمام الرأي العام". وفي سياق مسلسل المحاكمات استدعت المحكمة الثورية نائبين اصلاحيين للمثول أمامها، هما أحمد بورقاني فراهاني والنائبة آلاهه كولائي، ولم تعلن الأسباب. وتأجلت امس جلسة محاكمة قائمقام طهران آية الله آرزحي المتهم في قضية التزوير وذلك بسبب دخوله المستشفى اثر وعكة صحية.