وقع انفجار في طهران لم يسفر عن اصابات فيما اعتقل رجل دين اصلاحي بارز. ويستعد حزب "جبهة المشاركة" الاصلاحي لإصدار صحيفة جديدة باسم "ايرانيان" فيما يعقد البرلمان الايراني اليوم جلسة مهمة سيصادق خلالها على تعديل قانون الصحافة. وفي تطور لافت "زار وفد نيابي شخصيات اصلاحية في سجن ايفين شمال طهران استجابة لدعوة من القضاء وصفها الاصلاحيون بنقطة تحول مهمة في اطار التعاون بين السلطتين القضائية والتشريعية. لكن الاعتقالات استمرت في أوساط الاصلاحيين، وأوقف امس رجل الدين البارز حجة الاسلام حسن يوسف اشكوري اثر عودته من باريس، وذلك بتهمة الاساءة الى الدين والقيم الاسلامية، فيما عينت امرأة في منصب مدير منطقة "سروستان" التابعة لمدينة شيراز، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ الثورة عام 1979. وعلمت "الحياة" من مصدر نيابي ان "البرلمان الذي يتمتع فيه الاصلاحيون بالغالبية، سيقر اليوم مشروع تعديلات في قانون الصحافة مما "ينسف" مواد صوّت عليها البرلمان السابق ذو الغالبية المحافظة، وقيدت حرية الصحافة. وذكر المصدر ان "القانون السابق فرض قيوداً غير ضرورية، ووسع دائرة الملاحقة القضائية فلم تعد تنحصر بالمدير المسؤول للمطبوعة بل تتجاوزه الى بقية الاعلاميين، خصوصاً كاتب المقال". ويغلق تصويت البرلمان على القانون الجديد، الطريق أمام حملة طاولت الصحف الاصلاحية، فصدرت قرارات بتعطيل اكثر من 18 صحيفة واسبوعية خلال الأشهر القليلة الماضية، كما سجن عدد من الصحافيين بموجب احكام قضائية وبانتهاكات بينها الاساءة الى الدين، ومهاجمة بعض المؤسسات، ونشر ما يوصف بأكاذيب. ووجه بعض هذه الاتهامات الى رجل الدين الاصلاحي ذي الميول الليبرالية حسن يوسف اشكوري الذي اعتقل امس بعد وصوله الى طهران آتياً من باريس، وذلك بموجب مذكرة من محكمة رجال الدين وبتهمة "القيام بنشاطات تمس الأمن القومي، والدعاية ضد النظام الاسلامي، واهانة القيم الاسلامية". واخذت المحكمة على اشكوري اساءته التصرف بسبب مشاركته في مؤتمر استضافته برلين في نيسان ابريل الماضي، وشهد "توجيه اهانات الى النظام" من أنصار منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة. وكان المحافظون وصفوا المؤتمر ب"الفضيحة"، واعتقل عدد من المحاضرين فيه لدى عودتهم الى ايران، مثل عزت الله سحابي أحد أبرز الوجوه الليبرالية، وأكبر غنجي الصحافي الاصلاحي. في غضون ذلك، سمح القضاء لوفد برلماني بزيارة المعتقلين في سجن ايفين، وبينهم وزير الداخلية السابق عبدالله نوري وماشاء الله شمس الواعظين رئيس تحرير صحيفة "عصرآزادغان" وعماد الدين باقي الصحافي في جريدة "فتح". واستمرت الزيارة عشر ساعات، وأوضحت مصادر نيابية ل"الحياة" انها جاءت بطلب من القضاء "ولم يكن لها بعد سياسي، بل للاطلاع على أوضاع جميع السجناء". لكن هذه الخطوة عكست أبعاداً أكثر أهمية، اذ وصفها النائب موسوي خوئيني بأنها "نقطة تحول" في التعاون بين البرلمان والسلطة القضائية، داعياً الى تعزيزه. وبدا ان اللقاء الأبرز بين النواب والمعتقلين هو الذي حصل مع عبدالله نوري، اذ تناول الوفد الغداء في غرفته كدليل على التضامن معه. على صعيد آخر، علم امس ان قنبلة انفجرت صباح الجمعة قرب ضريح عبدالعظيم الحسنى في جنوبطهران، ورجحت المصادر الأمنية ان تكون القنبلة وضعت في جهاز تلفزيون ترك في محل لتصليح الاجهزة الالكترونية. ولم يسفر الانفجار عن اصابات.